الموضوع: الجهاد
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-23-2013, 07:40 PM   #1

لميسـ

لميسـ غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 9523
 تاريخ التسجيل : 23 - 9 - 2008
 الجنس : ~ الاهلي
 المشاركات : 155,340
 الحكمة المفضلة : Canada
 SMS :

Male

افتراضي الجهاد


بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام هو النظام الأمثل للإنسان ، منفرداً أو مجتمعاً ، مهتماً بجسده أو متطلعاً إلى روحه، ناظراً إلى دنياه ، أو مستشرفاً لآخرته مسالماً أو محارباً ، مطالباً بحق نفسه ، أو معطياً حق غيره ، فلا يكون المسلم مسلماً ، إذا ترك دنياه لآخرته ، ولا إذا ترك آخرته لدنياه إلا أن يأخذ منهما معاً ، فإن الأولى مطية للثانية.
والإسلام رسالة الإنسان ، ومنهجه في كل مجالات الحياة ، وفي جميع ميادين النشاط البشري ، فلا يدع جانباً ، من جوانب الحياة الإنسانية إلا كان له فيها موقف ، قد يتمثل في الإقرار والتأييد ، أو في التصحيح والتعديل ، أو في الإتمام والتكميل ، أو في التغيير والتبديل، وقد يتدخل في الإرشاد والتوجيه ، أو بالتشريع والتقنين ، وقد يسلك سبيل الموعظة الحسنة ، وقد يتخذ أسلوب العقوبة الرادعة ، كلٌ في موضعه.
والغاية الأخيرة ، والهدف البعيد ، هو الحصول على مرضاة الله ثمناً لحسن الصلة به ، والسعادة الأبدية في قربه.. قال تعالى:
﴿ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ﴾
[سورة الإنشقاق الآية 6]
وفي الإسلام غايات ، وأهداف أخرى ، إنسانية ، واجتماعية، ولكنها بعد التأمل فيها ، لا تخرج عن خدمة الهدف الأكبر ، وهو مرضاة الله تعالى ، وحسن مثوبته ، فهو هدف الأهداف، وغاية الغايات.
* ففي الإسلام تشريع ، ومعاملات ، ولكن المقصود منها تنظيم حياة الناس ، حتى يستريحوا ، ويبرؤوا من الصراع على المتاع الأدنى ، ويفرغوا لمعرفة الله ، وعبادته ، والسعي لمرضاته.
* وفي الإسلام حث على المشي في مناكب الأرض ، والأكل في طيباتها ، ليكون العمل أساساً للابتلاء ، والنعمة وسيلة لمعرفة المنعم وأداء حقه وشكره ، قال تعالى:
﴿ كلو من رزق ربكم واشكروا له ﴾
[سورة سبأ الآية 15]
* وفي الإسلام جهاد وقتال للأعداء ، قال تعالى:
﴿ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ﴾
[سورة البقرة 193]
فكل ما في الإسلام من تشريع ، وتوجيه ، وإرشاد ، إنما يقصد إلى إعداد الإنسان ، ليكون عبداً خالصاً لله ، يعرفه ويطيعه ويوحده ويعبده قال تعالى:
﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله ألا أنا فاعبدون ﴾
[سورة الأنبياء الآية 25]
وبعدئذ يستحق رحمته..
﴿ ألا من رحك ربك ولذلك خلقهم ﴾
[سورة هود الآية 119]
لقد ضمن القرآن الكريم الجهاد معنى إنسانياً نبيلاً وفريداً ، وحدد له مقاصده العليا ، منزهة عن الهوى والأغراض المادية العاجلة ، والمطامح الشخصية ، أو العنصرية ، من شهوة العلو في الأرض ، أو التوسع فيها لتكون أمة هي أربى من أمة ، وجرَّده وسيله رئيسة لترسيخ القيم والمثل العليا ، في الوجود البشري بعامة ، والحفاظ عليها.
وإن الإسلام لم يجعل الجهاد مفروضاً في أعلى مراتب الفرضية ، وأعظمها مثوبة من أجل الدفاع عن الوجود ، أو الحفاظ على مقوماته فحسب ، بل يوليه عناية فائقة إذ جعله سنداً مكيناً لدعوته ، التي تسعى إلى نشر رسالة السماء إلى الأرض ، لتتحقق خلافة الإنسان فيها.. عن طريق التمسك بمبادئ الحق ، والخير السامية ، وقيم العدل والإحسان الرفيعة ، فجعله خالصاً ومخلصاً لوجه الله تعالى ، وابتغاء مرضاته ، ومرضاته لا تتم إلا إذا سادت تعاليمه ، وعلت في الأرض مُثُلُه ، وحتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين لله ، ولا أدل على صحة هذه المبادئ ، وتلك المفهومات من هذه السعادة ، التي تملأ جوانح الإنسان حينما يكتشف سرَّ وجوده ، وجوهر رسالته ، وينطلق في طريق الهدف الكبير ، الذي خُلق من أجله.
* * *
وإليكم هذا المشهد:
لما فرغ الناس لقتالهم في أُحد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( من رجلٌ ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع: أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟ " فذهب رجل من الأنصار ، فوجده جريحاً في القتلى وبه رمق ، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال: أنا في الأموات ، أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام ، وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام ، وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله ، إن خُلِصَ إلى نبيكم وفيكم عين تَطرِف.. قال: فلم أبرح حتى مات.. فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري فبكى ، حتى أخضل لحيته ))
(راجع السيرة النبوية لابن هشام (3/75) و" أسد الغابة " لابن الأثير (2/348)
وقد ظهرت من ثمرات هذه المبادئ ، وتلك القيم ، بطولات فذة ، يندر أن نرى مثلها في المجتمعات التي أدارت ظهرها لمنهج الله ، وانغمست في وحول الشهوات ، قال تعالى:
(( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً))
[سورة مريم الآية 59]
والحمد لله رب العالمين
__________________

قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة

الموضوع الأصلي: الجهاد || الكاتب: لميسـ || المصدر: منتديات

شمس الحب



تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك




hg[ih]








آخــر مواضيعـى » رواية بنات اون لاين كاملة,تحميل رواية بنات اون لاين,رواية سعودية جريئة,على ملف وورد
» موسوعة الروايات,تحميل روايات في ملف وورد ومفكرة, أكثر من 100 رواية مشهورة
» تحميل روايات كاملة على هيئة ملف وورد او مفكرة تكست txt
» تحميل روايات فارس احلامي,الحب المستحيل,بشروه اني ابرحل,سعوديات في بريطانيا,احلى ماخلق
» قمر خالد كاملة,قمر خالد للتحميل,قمر خالد على ملف وورد,قمر خالد رواية,رواية قمر خالد
التوقيع


๑۩ التّفكير الفلسفي هو ممارسة الحرّية في أرقى أشكالها ۩๑



الحوار البناء وسيلة تبادل المعرفة
أما الحوار العقيم فهو وسيلة لإخفاء الجهل

 

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98