قبل ان يوحد المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبد العزيز ، طيب الله ثراه ، كانت الجزيرة العربية تغط في نوم الجهل في سبات عميق ، لا أمن ولا أمان ، ولا طاعة رحمن ، انتشرت البدع الكثيرة في كل منطقة وديرة ، فنتشر التشيع في كل قرية ، وانتشر التصوف ، وانتشرت ، جميع البدع والخرافات ، وكثر القتل والسرقات ، والنهب والسلب ، فيمسي الرجل غني ، ويصبح فقير ، ويكون لدى القبيلة ذود من الابل ويغزون عليهم قبيله اخرى فلا يبقى لديهم بعير ، لا يحس الانسان بطعم الامن والامان ، فنومه نوم متقطع ، وقلبه من الخوف على ذريته يتقطع ، وكان في ذلك الزمان يوجد رجلان صديقان ، اتفقا على نهب الحجاج ، وعينوا لهم محل في طريق القوافل ، في وسط شجر كثيف ، وقد عملوا لهم مخباء في اعلى شجره من الشجر ، فتمرمن تحتهم
القافلة فيخطفون منها ما خف في الوزن بخفة ، بحيث لا يلاحظهم من الجمالة احد، وقد حددوا لهم وقت في كل عام للبقاء في هذا المحل ، وهو وقت انتهاء الحجاج من حجهم ، فيقومو بنهب ماعلاء الجمال من متاع خفيف ، وكانوا يقومون بعملية النهب. اعتباراً من يوم 13 ذو الحجة الى اخر شهر الحج ، ولا يسرقون الا في الليل ، حيث ان هذا الوقت تكون ليالية مقمره ، وتسير فيها القوافل في الليل ، والا يراءهم احد ، وينهبون من الاغراض اللتي على الجمال اللتي لا يكونو عليها راكب ، حتى لا ينكشف امرهم .
وكان يوجد قريب من هذا المحل اللذي خصصوه للنهب جبل ، يراقبون منه القوافل الاتيه من مكة متجهه الى المدينة ، وعند اقترابها منهم يطلعون في الشجره اللتي تمر من تحتها القوافل .
وكانت القوافل تسير عبارة عن مئات من الابل ، تحمل مئات الحجاج ، ويقوم بتاجير الابل على الحجاج اصحاب الابل من البادية ، حيث ياخذونهم من المدينة المنورة في بداية ايام الحج ويمكثون معامهم طيلة ايام الحج حتى يعودون بهم الى المدينة المنور ، وفيه من يقوم بآيصالهم حسب الاتفاق الى الشام .
وفي الليلة الخامسة عشر من شهر ذو الحجة ، وعند غروب الشمس ، طلع الصديقان في الجبل اللذي اتخذاه مكان لمراقبة القوافل ، واذا بقافلة كثيرة العدد وعظيمة العدة مقبله عليهم ، فتسابقوا الى شجرتهم وطلعوا فيها ، ومكثوا في اعلاها في انتظار
القافلة ، فما هي الا لحظات ، واذا بالقافلة تقترب منهم ، وقد اظلم الليل ، وبداء شعاع قمر خمسة عشر في البزوغ من المشرق .
فمرت من تحتهم الجمال ، المحملة بالارزاق والنعم ، فتلمسوا في اعلى حملتها ، فوجد واحد منهم كيس صغير مربوط على شداد احد الابل ، فآمسك به وسحبه .
فلما جذبه واذا بصوت من الجمل اللذي بعده ، يصيح بلهجه اعجمية ، غير عربية ، فتوقفت
القافلة ، وبداء الحجاج في النزول من على الجمال ، واتجهوا الى اسفل الشجرة ........
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك