في أحد مقانيصنا في الشمال ، حيث أعتدنا أن نطلع للمقناص لعدة أيام في منطقة نعرفها وخالية من السكان ، فهي منطقة جبلية ووعره ، تكثر فيها الضباء ، والقهد ، والحجل ، والوبارة ، ويوجد فيها شعاب ممتلئة بالأشجار ، وفي تلك الشعاب قلات وغدران ، ترد علاها الضباء والغزلان ، ولكن هذه الجبال من الناس خالية ، ولا يوجد فيها لإي أنسان أثر أوجرة ، وطريق الوصول إليها صعب ، فلا بد أن نسير بسيارتنا للوصول إلى تلك الجبال مع الحرة ، والحرة كثيرة الحجار السوداء ، فلا أحد يسكن بها ولا يوجد بها سكن أو بناء ، أو أحد من ابناء أدم وحواء .
وقد ذهبنا بسيارتنا الجديدة من نوع تويوتاجيب فكس آر الى تلك الديار ، ونحن أربعة من الرجال الأصحاب ، اللذين تعودوا على الصعاب ، فمنذوا طفولتنا ونحن في البر قد عشنا ، ولصعب الحياة في البر والخلاء قد تمرسنا ، وقد درستناالصحراء أصعب الدروس فدرسناها نظرياً وعملياً وفيها قد نجحنا، بعد أن أجتهدنا وكافحنا.
وبعد أن أتفقنا على الذهاب إلى رحلة المقناص ، إجتمعنا ولرحلتنا أعدينا راحلتنا ، ومن الزاد أخذنا كفايتنا ، وكفاية لمن ينزل في ظيافتنا ، وسرنا على بركة الله في رحلتنا ، حتى وصلنا الى مفرق طريق وجهتنا ، فتوقفنا في أحدى المحطات اللتي نعرف عمالها ، ودائماً نقف في جالها ، ففيها نغير سيارتنا الى سيارة معدة للمهمات الصعبة ، قد أوقفناها في تلك المحطة ، تحت حراسة عمال تلك المحطة اللتي في العادة نكرمهم ، ولا نقصر معهم ، فهم لسياراتنا يحرسون ، ولها يراعون ، وينتبهون .
أوقفنا سيارتنا الجديدة في بايكة في محطة البنزين بعد أن أخرجنا سيارتنا القديمة في الموديل ، الجديدة في الترتيب والتجهيزات المعدة للرحلات ، فهو جيب تايوتا صالون موديل 84 وقد أضفنا إليه عدة إيضافات ، وجددنا قطع الغيار والكفرات ، وركبنا به عدة كاملة ، وشيكنا على الدبلات ، ودبلنا المساعدات واليايات ، وأخذنا معنا من كل نوع من قطع الغيار إيضافات ووايرات وأسبيرات .
نزلنا عزبتنا في سيارتنا القديمة وسرنا على بركة الله ، وكنا في وقت العصر ، وأتجهنا مع الطريق الصحراوي اللذي يسير مع الحرة الى تلك الجبال العالية في الخلاء الخالي اللذي لايوجد به سوء الوحوش والذيب العاوي .....
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك