قَدِمَ تاجرٌ إلى المدينة يَحمِلُ مِن خُمُرِ العراق فَباعها كُلَّها إلا السود، فشكا إلى الدارِمي ذلك وكان الدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ، فَعمل أبيات وأُمِرَ مَن يُغَنِّي بِهما في المدينة ...
قُلْ
للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ -- ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ -- حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ -- لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
قيل فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وتَعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ
الأسود فَلم يَبقَ في المدينة مَليحةً إلا اشترت لها خماراً أسود فلما أنفذ التاجر ما كان معه رَجعَ الدارمي إلى تَعَبُّدِه وعَمدَ إلى ثِيابِ نُسكِه فَلَبِسَها.
[١] الخُمُر هي جمع خِمار والخِمارُ هوَ غِطاءُ الرأس.
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك