تفسير آية (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ) قال تعالى مُخاطِباً المؤمنين خاصّةً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)،[10] هذه الآية عظيمةٌ في بابها وموضوعها، وقد مرَّ سابقاً أنّ سورة الحجرات سُمِّيت بسورة الآداب، وذُكر سببُ تسميتها بذلك، وهذه التّسمية تتّضح جليّاً في هذه الآية الكريمة؛ فهي مغمورةٌ بالآداب المُحمّديّة، والخِصال الحسنة التي دعا إليها الإسلام، وما زال يدعو، وجاء في تفسير هذه الآية ما يأتي:[11] (عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ) ينهى الله سُبحانه وتعالى المؤمنين عن أن يستهزئ بعضهم ببعضٍ، وعلّل هذا النّهي بقوله: (عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ)؛[10] أي: أن يكون المسخور بهم عند الله خيراً من السّاخرين بهم، وحيث إنّ لفظ القوم مختصٌّ بالرّجال؛ لأنهم القُوَّمُ على النّساء، فقد أفرد الله النساء بالذِّكْر، فقال: (وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ)؛[10] أي: ولا تسخر نساءٌ من نساءٍ عسى أن تكون المسخورات بهنّ خيراً منهنّ؛ يعني خيراً من السّاخرات منهنّ، وقيل: أفردَ النّساء بالذّكر؛ لأنّ السُّخرية منهنّ اكثر ..
منقول للفائدة ..
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك