عندما كنت صغيرا وحتى انتهاء فترة المراهقة كان والداي حريصان اشد الحرص على اختياري لاصدقائي وصحبتي فجزاهم الله عني خير الجزاء
لا يخفى على احد تأثير الصحبة والاصدقاء على الفرد وبالذات من هم في مرحلة الطفولة والمراهقة وتكوين الشخصية والميول والاهتمامات والصاحب ساحب ومؤثر .
لو طرق باب بيتك مجموعة من الاشخاص اعمارهم ما بين الثلاثين حتى الاربعين ليصطحبوا ابنك البالغ من العمر 12 سنه معهم بحجة انهم اصدقائه فهل ستسمح له بالذهاب معهم ؟
اطفالنا اليوم وان اغلقت عليهم ابواب بيوتنا اصبحوا يصادقون اناس لا يصح ان يكونوا اصدقاء لهم ولكننا غضضنا البصر وكأن الامر لا يعنينا .
يقضي معظم الاطفال يومهم في تصفح اليوتيوب والسناب وما شابههما من برامج على اجهزه الجوال او الايباد
وهناك في اليوتيوب ودهاليزه تتكون صداقات وعلاقات مع اناس اكبر منهم
اشخاص بعضهم منحرف جنسيا او دينيا او عقائديا
افكار واراء مسمومة تبث لهم يوميا وهم داخل بيوتنا وبين ظهرانينا
مخدرات وشذوذ والحاد وفجور ومقاطع بالملايين كل ما على ابنك او ابنتك ان يقوم بضغطة زر ليستسقي تلك المعلومات ويتأثر بها وينتظر اللحظة المناسبة للتجربة والمغامرة .
وفي بعض الاحيان تتطور الامور الى متابعه بعض الشخصيات وحبها ثم التأثر بها بل وربما ينشأ تواصل بين طفلك واولئك الاشخاص عن طريق تبادل ارقام الجوال والتواصل عن طريق الواتس اب او الايميل .
ابنائنا اليوم ينهلون من بحر مائه اسود ملوث نتن يأثر على عقيدتهم ونشأهم وتفكيرهم واخلاقهم ودينهم ونحن لا نحرك ساكنا
السؤال ماذا يجب ان نفعل ؟
قد يقول البعض نزرع فيهم الثقة ونبين لهم الخطأ والصواب ثم نتركهم لأن الزمن والمجتمع يفرض علينا ان نتركهم يواكبون التطور !
الحل هذا غير صحيح وغير مجدي ولا يعفيك من المسؤولية
لا يعقل ان تقدم للطفل حلوى جميله مغلفه بالوان زاهيه وتضعها في يده وتقول انتبه انها ضاره ثم تذهب وتتركه وهي في يده لأنه بالتأكيد سوف يتذوقها خاصة وان قلبه ي بحب الاستكشاف والبحث عن الجديد والتعلم .
الكبار ليسوا في مأمن من الفتن والتأثر فكيف بطفل صغير ساذج جاهل رفع الله عنه التكليف ، ولكننا في تربيتنا له لم نرفع التكليف وتركناه يبحر على هواه بزعم انه سوف يفرق بين الصواب والخطأ.
اذا ما هو الحل
الحل هو منعهم من استخدام تلك الأجهزة والتقنية ما داموا تحت مسؤولينا ورعايتنا وفي ذمتنا حتى وان سخطوا وتذمروا وذكرو لك ان فلان وفلان اهله لا يمنعونه .
امنعه واحتسب الاجر واصبر واستعن بالله وسوف يكون الله معك وعونا لك .
في نفس الوقت قمت بتعويض وقت فراغهم بأي امر قد يساعد على تعويضهم عن تلك الأجهزة مثل الخروج بهم او اللعب معهم او تعليمهم وحثهم على هوايات اخرى
الجليس المؤثر الان ليس اصدقاء حقيقين ولا كتاب مطبوع بل تحول الى جهاز صغير ويوتيوب وبث فكري فاسد ملوث يعبث بعقول اطفالنا ويدمر قيمهم واخلاقهم
ولا يتوقف ضرر استخدام تلك الاجهزه هنا فقط بل يمتد الى التوحد والانطواء والانعزالية وكره الاخوة والسمنة وتضارب الشخصية والامراض النفسيه ودمار العين والنظر .
اطفالنا تحولوا الى اصنام لا يتحرك فيهم سوى اصابع يديه التي تقلب تلك الصفحات في جهازه وعقل صغير مضطرب يتلقى ما يبثه الشيطان له .
لا تعفي نفسك من الأمر وكن حازما جادا وضع حدا لما يحدث لأطفالك حتى لا تندم عندما يحدث ما لا تحمد عقباه حتى تمر فترة الطفولة على خير وحتى تعلم يقينا انه اصبح قادرا على تمييز الخطأ من الصواب .