ماكنزي كانت تقدم وعود ورؤية 2030 للعديد من الدول اغلب هذه الدول تدمرت اقتصادياً اليمن ليبيا مصر ..والسبب كثرة الضرائب والتضييق على مواطني هذه الدول
وتمكنت ماكينزي مع مطلع الألفية الثانية أن تدرس التحولات العالمية فإتجهت إلى بلاد العرب لتقديم حلم ورؤية مابعد النفط، بدءاً بالبحرين الدولة الصغيرة التي ترقد بأمان في مياه الخليج العربي وتعاونت الشركة حينها مع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، إبن حاكم البحرين، لتحقيق طموحاته في التحديث، وكانت البحرين أول دولة عربية تحمل “رؤية البحرين الإقتصادية 2030”. حسناً، لم يطل الأمر بماكينزي حتى إنتقلت إلى أبوظبي لتقدم رؤية إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إبن الحاكم، الذي يطمح أيضاً لتحديث أبوظبي المتأخرة بعض الشيء عن شقيقتها دبي، فقدمت ماكينزي لأبوظبي خطة تحت مسمى رؤية إقتصادية 2030. إنتقلت بعدها الشركة إلى ليبيا وتعاونت مع سيف الإسلام معمر القذافي، إبن حاكم ليبيا، الذي كان ناشطاً في المجالين السياسي والإقتصادي. ثم إتجهت إلى مصر لتتعاون مع جمال حسني مبارك، إبن حاكم مصر، وقدمت له عدة رؤى بنفس الأرقام، ومن ثم إنتقلت إلى اليمن لتتعاون مع أحمد علي عبدالله صالح، إبن حاكم اليمن، وقدمت عدد من الأولويات لمستقبل وردي زاهر.
يمكن ملاحظة الخط المشترك في منهجية وعملاء ماكينزي المميزين: (1) أبناء الحكام من الشباب لما لهم من تأثير على صناعة القرار؛ (2) الدول النفطية لتسويق مرحلة مابعد النفط والإيهام بإيجاد بدائل وتنويع مصادر الدخل؛ (3) إعتماد الخصخصة، التي تشكل العمود الفقري في كل الخطط التي تقدمها الشركة؛ (4) إتخاذ عام 2030 موعد مشترك بين كل الرؤى لأسباب سياسية وإقتصادية ذات علاقة وثيقة بالنفط كطاقة والبدائل المزمع طرحها خلال هذه المدة. الأهم والأخطر، هو ملاحظة أن نتائج رؤى ماكينزي أدخلت البحرين في إضطرابات شعبية عارمة كادت أن تعصف بذلك البلد الهاديء المستقر في مياه الخليج، لولا عناية الله ثم حكمة ملك البحرين، وحكام الخليج. أما الإمارات فقد أدركت التبعات فتمهلت على مايبدو، لكن الوضع في ليبيا ومصر واليمن كان كارثياً. الأمر مبكراً بعض الشيء في السعودية، لكن بعض الإجراءات التي إتخذتها الحكومة حتى الآن توحي بأن خطة ماكينزي ذات طبيعة واحدة وليست سوى نسخ ولصق، مع تغيير طفيف في الأسماء والأرقام.