شكا حجا لصديق يثق بحكمته أنه يسكن في غرفة ضيقة هو وزوجته ووالداه وأولاده، وقال له إنه يكاد يجن من ضيق المكان، فالناس تتراكم فوق بعضها فلا يستطيع أن يهنأ بالنوم أو خلوات المنزل. فنصحه صديقه أن يدخل كلبه معه في الغرفة ويجرب. وبما أن جحا يثق بحكمة صديقة فقد قرر تجربة نصيحته وأدخل الكلب. وعندما قابله صديقه سأله عن حاله فأجاب بأن الكلب نفسه ضج من كثرة الموجودين ومن ضيق المكان بالنباح المتواصل، فرد عليه صديقه ناصحاً: حسناً، أدخل إذاً حمارك معه في الغرفة وجرب! فأدخل جحا الحمار للغرفة مع الكلب وجرب، ثم بحث عن صديقه ليروي له بأن الحمار ركل الكلب وأن الحمار بإخافته الجميع سيطر على حيز كبير من الغرفة، فأجابه صاحبه حسناً: جرب للمرة الأخيرة إدخال الديك معك في الغرفة، فأدخل جحا الديك للغرفة لتكتمل بذلك جوقة الموسيقى: نهيق الحمار، وعواء الكلب، وصياح الديك، هذا إضافة للروائح والزحام.
وعندما قابل حجا صديقه بادره بغضب: رأيتك تريد أن تقضي علينا بنصيحتك هذه بالنوم مع هذه الحيوانات؟! فالوضع في الغرفة لا يطاق أبداً، فأجابه صديقه: حسناً أخرج الكلب إذاً. فأخرج حجا الكلب، وعاوده زميله السؤال: كيف الوضع الآن؟ فأجاب أفضل من البارحة، فأردف الصديق: حسناً إذاً أخرج الحمار! فأخرج جحا الحمار، وأتي لصاحبه وهو في حال أفضل من ذي قبل، فقال له لقد تحسن الوضع قليلاً، فرد عليه صاحبه: حسناً أخرج الديك! فأخرج جحا الديك وإذا به يعود لصديقه والابتسامة تعلو محياه. كيف الوضع الآن يا جحا؟ قال: أحمد الله على واسع نعمه، فالغرفة الآن أصبحت مريحة