مهاجراني: سعد الدين لا يعرف تاريخ الثورة الإيرانية ولديه خلط في الأوراق
[IMG]http://www.alsharq.net.sa/wp-*******/uploads/2013/04/450450-513x340.jpg[/IMG]
المشاركون في ندوة حركات الإسلام السياسي صباح أمس (الشرق)
الرياض –
حسين الحربي
اعتبر
نائب الرئيس الإيراني السابق ووزير الثقافة عطاء الله
مهاجراني أن ما ذكره الدكتور سعد الدين إبراهيم يُعد حالة من الكوميديا الساخرة، مؤكداً على أن إبراهيم لا يعرف شيئاً عن
تأسيس الثورة الإيرانية، والدور الذي لعبه الخميني في
تأسيس الثورة، وقال (لقد أسس الخميني اللجان الخاصة بالثورة بعد خروجه من السجون العراقية ومن خلال وجوده في باريس) وأن الخميني اعتمد على الفئة الطلابية الموجودة في الخارج لتشكيل لجان
الثورة قبل انطلاقها، وكان الدكتور سعد الدين إبراهيم أثار في مداخلته يوم أمس ضمن ندوة « حركات الإسلام السياسي .. الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب (1 )» التي أدارها محمد رضا نصرالله صباح أمس بأن الخميني اختطف
الثورة من الشعب
الإيراني مشبهاً دخول يوسف القرضاوي مطار القاهرة، بوصول الخميني من باريس، رابطاً بين ما يحدث في مصر وما حدث في إيران. وحينما وجد نصرالله بأن الحوار بدأ يأخذ منحى المعرفة أوقف المداخلات منهي حالة الجدل، بين
مهاجراني وسعد الدين إبراهيم.
فيما أشار الدكتور عبدالله البريدي من جامعة القصيم إلى أن أبجديات الإسلام السياسي ملغمة، وغير صالحة للاستهلاك في البحث، لافتاً إلى أن الإسلام السياسي يشمل حالتين، هما تحيز الأنا، وتحيز الضد، فيما يرتكز تعريفه على ثلاثة مصطلحات هي :الإسلام، السياسة، والاستخدام، ويمكن تعريفه وفق تحيز الضد بأنه استخدام الدين في السياسة، فيما يعرفه تحيز «الأنا» بأنه استخدام السياسة في الإسلام.
وقال البريدي ينبغي التمييز بين نوعين، هما الإسلام السياسي الحاكم، والمعارض، ويرى أن المزج بين الإسلام والسياسة يحدث تنافراً، وهي إشكالية تختزل بأنها تكمن في ثنائية المقدس البشري، فالعلمانية تُعد الدين مقدس ولا يجب أن يمتزج بالسياسة، في الوقت الذي يرى الاتجاه الديني أن السياسة بأخطائها وذنوبها يجب أن تهتدي بالدين.
الباحث والكاتب الدكتور عبد الرحيم علي من مصر، أشار إلى أن الإخوان قد يحتجون بأنهم انتظروا 80 عاماً للوصول إلى السلطة، لافتاً إلى أن تلك الجماعة لديها تصور خطأ بأنهم يجب أن يمسكوا بآلة الدولة، ليشرعوا في «تعبيد» الناس، في إشارة إلى فرض ممارسات الشريعة الإسلامية عليهم، وقال إن الدولة المدنية تقوم على مبدأ المواطنة، الحرية، والتعديدية، والتداول السلمي للسلطة، وهو عكس ما يقوم عليها الحكم الإخواني، الذي يطمح في إرجاع الخلافة الإسلامية على حد زعمه.
وانتقد علي بشدة إحالة باسم يوسف مقدم البرنامج الساخر الشهير للنيابة، وعدم احترام الانتخابات، والتي يفترض أن تتم بعد وضع الدستور، وهو ما لم يلتزم به النظام في مصر.
الدكتور عبد الحميد الأنصاري من قطر، تحدث عن تجربة الإسلام السياسي في السلطة، مشيراً إلى أن الوقت الحاضر هو زمن الإسلاميين، بعد أن ولى زمن القوميين واليين، وقال « من كان يتصور أن المرشد العام للإخوان بعد أن كان يعيش خوفاً، وجماعته محظورة، أصبح يدخل القصر الرئاسي معززاً ومكرماً، وعاد ليتساءل ما إذا كان الإسلاميون براغماتيون، وعقلانيون، وواقعيون، مجيباً عن تلك التساؤلات بأنهم براغماتيون فيما يتعلق بالخارج، كالعلاقة مع أميركا، وإسرائيل، والصناديق الدولية، لكنهم ليسوا كذلك في الداخل.
وبرر الأنصاري وصول الإخوان المسلمين للسلطة، بأنهم أكثر تنظيماً، والتحاماً بالناس، وأكثرهم نشاطاً اجتماعياً، فيما انتقد تسويقهم لأنفسهم باعتبارهم ضحايا لاستبداد الأنظمة العربية حتى بعد أن وصلوا للسلطة، على الرغم من وجود ضحايا آخرين كالقوميين.
وقال الأنصاري إن الإخوان كانوا سادة الميادين في التحريض ضد أمريكا وإسرائيل، فيما تحول هذا الخطاب الآن بشكل عكسي، وهو ما يعزز من «البراغماتية» لديهم.
المسشتار المصري مصطفى الفقي انتقد عدم وجود كوادر مؤهلة لدى النظام الإخواني، وذات خبرة في إدارة شؤون الدولة، وفي المجال الاقتصادي، وقال إن الإخوان شوَّهوا العلاقة مع دول كانت خير عون لمصر، مثل دول الخليج التي أصبحت تتحفظ في دعم مصر لوجود الإخوان على سدة الحكم.
يذكر أن ندوة «حركات الإسلام السياسي .. الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب (1 )»، التي كان يفترض أن يديرها محمد الحلوة، قام بإدارتها محمد رضا نصرالله وشارك فيها سعيد حارب والدكتور ضياء رشوان والدكتور عبدالحميد الأنصاري وعبدالله البريدي والدكتور عبدالرحيم علي، صباح أمس في قاعة مكارم بفندق الماريوت بالرياض.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٤٩٠) صفحة (٢٧) بتاريخ (٠٧-٠٤-٢٠١٣