على الرغم من تباين الاوضاع من بلد إلى لآخر، سجل استخدام الطاقتين الشمسية والهوائية نموا قياسيا في العام 2012، وفق المعطيات التي نشرت في بداية الاسبوع.
وقد ولدت الالواح الفولطاضوئية المنشورة في انحاء العالم اجمع أكثر من مئة جيغاوات في العام 2012، وذلك للمرة الاولى في تاريخها. وعلى الرغم من الصعوبات الناجمة عن انخفاض سعر الالواح وتفاقم الازمة الاقتصادية وتراجع المساعدات العامة، بقيت نسبة النمو جد مرتفعة ووصلت إلى 42%، مع طاقة معدلها 30 جيغاوات في السنة الواحدة للألواح الشمسية الإضافية.
وقال وينفريد هوفمان رئيس الجمعية الاوروبية للقطاع الفولطاضوئي التي نشرت هذه المعطيات "نجحنا في تسجيل النسبة القياسية عينها تقريبا التي وصلنا إليها في العام 2011".
وكما كانت الحال في مجالات أخرى، شهد هذا القطاع في أوروبا تباطؤا، غير أن القارة العجوز بقيت السوق الاولى عالميا للطاقة الفولطاضوئية التي بلغت 17 جيغاوات، من بينها 7,6 جيغاوات لألمانيا وحدها. غير أن هذا المجموع قد تدنى بالمقارنة مع العام 2011 عندما وصل إلى 23 جيغاوات.
لكن لحسن الحظ تمكنت بقية البلدان من تعويض هذا التراجع، مع طاقة ارتفعت من 8 جيغاوات في العام 2011 إلى 13 جيغاوات في العام 2012، وذلك بدعم من الصين والولايات المتحدة واليابان.
وقد جاء في دراسة أصدرتها مجموعة "آي إتش إس" منذ فترة وجيزة أن السوق العالمية للقطاع الفولطاضوئي قدرت العام الماضي ب 57 مليار يورو، حتى لو لم يسمح ارتفاع حجمها بتعويض الانخفاض المباغت في اسعار الالواح ، مع انكماش بنسبة 18%.
أما على صعيد الطاقة الهوائية، فقد انتعش هذا المجال بعد ثلاث سنوات من الركود ناهزت فيه الانتاجية الاربعين جيغاوات، وسجل ارتفاعا بنسبة 18% في غضون سنة (44,7 جيغاوات).
وقد بلغ إجمالي الطاقة المستولدة من مزارع الرياح في العالم أجمع 282 جيغاوات، وهو فاق بثلاث مرات المعدل المسجل منذ خمس سنوات، وبعشر مرات ذلك الذي سجل منذ عشر سنوات، وفق معطيات المجلس العالمي للطاقة الهوائية.
غير ان هذه النسبة الاجمالية بالكاد توازي انتاجية 175 مفاعلا نوويا.
وقد تركز استحداث مزارع رياح جديدة في ثلاث مناطق هي الصين (مع 30% من إجمالي الانتاجية بمعدل 13,2 جيغاوات) والولايات المتحدة (مع 29% من إجمالي الانتاجية بمعدل 13,1 جيغاوات) والاتحاد الاوروبي (26% من إجمالي الانتاجية بمعدل 11,6 جيغاوات). وتلتها في مراتب لاحقة الهند (5% و2,3 جيغاوات) والبرازيل (2,4% و1,1 جيغاوات) وكندا (2,1% و0,9 جيغاوات)، بحسب معطيات المجلس العالمي للطاقة الهوائية.
ولطالما ظنت الجهات الفاعلة في مجال الطاقة الهوائية أن المساعدات العامة لن تجدد لها. فسارعت إلى إنجاز مشاريعها جميعها، ما عاد عليها بالنفع، لا سيما منها المجموعة الاولى عالميا "جنرال إلكتريك".
وبالتالي، خسرت المجموعة الدنماركية "فيستاس" التي كانت تحتل مركز الصدارة منذ العام 2000 المرتبة الاولى، بحسب دراسة أولية صادرة عن مجموعة "نافيغنت".
وجاء في هذه الدراسة أن الالمانيين "سيمنس" و"إنيركون" احتلا المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي في العام 2012، تلاهما الهندي "سوزلن" في المرتبة الخامسة.