بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سبحان القائل:
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4)الحجر
و القائل
وَإِذَاأَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
(16) الإسراء
و القائل
وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً الإسراء
***
مما لا شك فيه أن كل ما يُعرف اليوم من دول و مجتمعات بشرية على شكل ممالك أو جمهوريات أو غير ذلك ستفنى قبل يوم القيامة
و الصحيح أن هذا الدمار أو الهلاك الذي قدره الله سبحانه على البلدان لن يكون بحال من الأحوال بسبب النفخ في الصور
بمعنى أدق , لن يكون هذا الهلاك أو الدمار الذي سيصيب القرى سببه النفخ بالصور لأن النفخ بالصور يعني بدأ يوم القيامة و الهلاك الذي توعده الله للقرى كائن قبل هذا اليوم
لماذا توعد الله بعض هذه القرى بالعذاب الشديد دون الهلاك و من هي هذه القرى التي استثناها الله من الدمار و أبدلها بالعذاب الشديد ؟؟؟
الآيات السابقة تؤكد أن هناك مدن و دول ستهلك قبل يوم القيامة
أولا لا بد من معرفة معنى الهلاك الذي توعده الله للقرى
كما تعلمون فقد ذكر القرآن الكريم مجموعة من القرى التي حق عليها عذاب الله بسبب كفرها و هذه سنة الله في خلقه و هي سنة ماضية حتى قيام الساعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَ اأَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ(95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُالَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ(97) الأنبياء
***
فالهلاك يعني أن يكون مصير القرية الهالكة كمصير قوم عاد و ثمود و غيرها من الأمم التي نزل فيها عذاب الله و هذا الهلاك سيكون مطلق و قطعي فكل مدينة ستهلك لن تعود و تبنى حتى قيام الساعة
إذاُ فسلسلة هذا الهلاك ستستمر حتى خروج يأجوج و مأجوج
و هؤلاء سيتكفلون ببقية القرى لكن خروج يأجوج و مأجوج يأتي تحت بند العذاب الشديد الذي توعد الله به بعض القرى
و هناك قريتان خصهما الله بهذا العذاب هما مدينتي الكفر روما و قسطنطينية حيث سيبقيان إلى زمن قريب من زمن نزول عيسى عليه السلام و سيعذبهما الله بأيدي المؤمنين
كثير من بلاد الإسلام ستعذب بأيدي الكفرة كما هو الحال اليوم في فلسطين و العراق و غيرها من بلاد الإسلام و مدينة البصرة في العراق أو أجزاء منها توعدها الله بالخسف كما جاء في الحديث الصحيح
سنن أبي داود أول كتاب الملاحم
4307 ( صحيح )
حدثنا عبد الله بن الصباح ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال: ثنا موسى الحناط ، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس ، عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "" يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا ، وإن مصرا منها يقال له البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها ، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها ، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير "" .
***
و مسألة المسخ إلى قردة و خنازير هي مسألة ثابتة و يقينية و هي ستكثر و تزداد كلما اقتربنا من زمن نزول نبي الله عيسى عليه السلام
و هذا الأمر مثبت في كتاب الله فلا مراء فيه و خصوصا في الكفرة و المنافقين من أبناء هذه الأمة
1793 ( الصحيحة )
يفتح يأجوج ومأجوج ، يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل: { من كل حدب ينسلون } فيغشون الأرض ، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ، ويضمون إليهم مواشيهم ، ويشربون مياه الأرض ، حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا ، حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ها هنا ماء مرة ! حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ، بقي أهل السماء
***
إذاُ , فسلسلة الهلاك ستبدأ قريبا و الله أعلم و ستكون الأداة الأولى في تحقيق هذا الهلاك هي الصناعة العسكرية الحديثة
لكن قبل ندخل في تفاصيل هذا الهلاك الذي سيرسله الله على الأرض لا بد لنا أن نذكر جزء من هذه الأرض أختصه الله بميزة البقاء حتى النفخ بالصور حيث لن يكون هناك بشر إلا فيها
إنها أرض الشام أرض الخلافة القادمة و أرض المؤمنين
حيث سيجتمع فيها معظم إن لم يكن كل مؤمني الأرض لأنها ستكون المنطقة شبه الوحيدة التي ستكون قابلة للحياة
فكيف يبدأ هذا الهلاك و بمن سيلحق ؟؟
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة