وهنا تقع الطامة بالنسبة للمنافقين الذين يظهرون الإسلام و الإسلام منهم براء عندما يسمعون بزحف جيش الروم الكبير , هل يبقوا في صف المسلمين قليلي العدد أمام هذا الجيش المهول بنظرهم أم يلحقوا بالمشركين فملة الكفر واحدة ,
يشاء الله أن يطهر فسطاط الإسلام من هؤلاء الكفرة المرتدين فيلتحقوا بالروم و هذا سبب ردتهم و لوا كان أمرهم مقتصر على الهرب من المعركة لكان حالهم حال من أرتكب الكبيرة فقط بتخليه يوم الزحف و لكن هؤلاء أضفوا إلى نفاقهم ردة عن الإسلام بالتحاقهم بجيش الكفر و قتالهم إلى جانب النصارى
سنن الترمذي 30- كِتَاب الْفِتَن 2219 ( صحيح )
حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي قال
يظن البعض أن هذا اللحاق و هذه العبادة من المسلمين للأوثان هي كائنة بعد عيسى عليه السلام
و هذا غير صحيح من وجوه
أولا : لا يصح تسمية من بقي من الناس بعد وفاة نبي الله عيسى عليه السلام و بعد أن تأخذ بالريح الطيبة التي يرسلها الله أرواح المسلمين
فلا يصح أن نسمي من بقي من شرار الناس بأنهم من أمة محمد صلى الله عليه و سلم فأمة محمد صلى الله عليه و سلم ينتهي عمرها بعد خروج الريح مباشرتا و كل من يبقى هم من شار الناس أي أنهم أشر ما خلق الله من البشر
هؤلاء لم يكن في قلب أحدهم مثقال ذرة من إيمان و إلا لأخذتهم الريح الطيبة أي أن الريح تأتي و الناس فسطاطين كما كانوا في حياة نبي الله عيسى عليه السلام فتأخذ فسطاط الإيمان و تذر فسطاط الشرك و الكفر
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 516
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني حدثني عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة رضي الله عنه قال ثم أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا إلا ثلاثا وتقول الأخرى إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
لنا مع هذا الموضوع وقفة إن شاء الله { }
الأمر الثاني : أن تلحق قبيلة بالمشركين فهذا لا يتم لو لم يكن للمشركين وقتئذ شوكة و منعة تحمي المرتد من المسلمين و هذه الشوكة قد زالت من النصارى بعد الملحمة مباشرتا حيث فتحت مدن الشرك و أنتهى عصر الروم و كسر أخر قرن من قرونها بعد الملحمة
كما يجب أن أنوه لأمر هام و هو
بعد أن رأينا انقسام الناس إلى فسطاطين فهذا الانقسام سيظل قائم حتى نهاية أمة الإسلام فلا مجال لدخول المنافقين في دولة الإيمان و اليقين و هم لا يمكثون بعد نبي الله عيسى إلا قليلا جدا
صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 101
6708 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا
مجمل ما سبق هو
يحكم المسلمون قبل الملحمة خليفة يجبر الروم على الصلح لأن الروم لا تصالح إلا عن ضعف تجده في نفسها , يرسل هذا الخليفة جيش من المسلمين لمساعدة هؤلاء النصارى فيغدروا بهم ثم تقع الملحمة يليها فتح مدن الشرك فخروج الدجال و نزول عيسى عليه السلام
لكن آلا يتبادر إلا الذهن سؤالا و هو
كيف يرسل خليفة المسلمين هذه العصابة من المسلمين العرب لمساعدة الروم و الأحاديث النبوية التي بين يدينا تؤكد أن الروم سيغدرون بهم ؟؟
هل يعلم هذا الخليفة ما سيحدث لهم ؟؟؟
لنا وقفة مع هذا الأمر إن شاء الله { }
الآن صار لدين رؤية للأحداث التي تسبق نزول نبي الله عيسى عليه السلام و لنتساءل
من هو الخليفة هذا الذي سيصالح الروم ؟؟
و أين موقعه الزمني من فتنة الدهيماء ؟؟
نعود الآن لحديث فتنة الأحلاس و نتابع من حيث انتهينا
الحديث يشير إلى أن فتنة الدهيم هي التي تسبق الملحمة لأن الملحمة هي التي تقسم الناس على فسطاطي إيمان و نفاق و بالتالي ففتنة الدهيم ( الدهيماء ) تحدث و تنقضي قبل الملحمة
( فتنة الأحلاس هي فتنة هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني ، إنما ولي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل: انقطعت تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو الغد .)
نعود الآن للفترة التي تسبق الملحمة
من الواضح أن الملحمة سبقتها فترة آمنة للأمة لا نعلم مقدارها تحديدا و لكنها من الطول بحيث تكفي لإخماد الفتنة التي سبقتها آلا و هي فتنة الدهيم ( الدهيماء ) و خروج خليفة عادل ينظم الجيوش و يجبي الخراج و يحكم بين الناس بالعدل , هذه الفترة و التي تسبق الملحمة و تقع بعد الدهيماء هي فترة خروج المهدي عائذ الحرم و التي تعتبر أهم مفصل من مفاصل هذا البحث
و قد رأينا في الفصول السابقة كيف خرج مهدي القدس بعد انتهاء الحكم الجبري و رأينا قبل قليل أن هناك مهدي سيخرج في الحرم هو الذي يخمد فتنة الدهيم و هو الذي سيصالح الروم قبل الملحمة و بذلك تكون فتنة الدهيم و التي هي من أسوء الفترات التي ستعايشها أمة الإسلام
هي فترة زمنية تقع بين هذين المهديين و بذلك تكون فتنة السراء و الأحلاس واقعة قبل مهدي الحرم
فهل هي واقعة في الفترة الكائنة بين مهدي القدس و مهدي الحرم ؟؟
أم هي واقعة قبل مهدي القدس ؟؟؟
أو أحداها قبله و الثانية بعده ؟؟؟؟ في الفترة الكائنة بين المهديين
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة