ان للوطن مكان في القلب يطغى حبه احيانا على الجانب العاطفي اذ الاصل في الانسان انه يحب وطنه وهذا شيئاً متأصل في النفس لان عاطفة الجسد قد تغلبها عاطفة العقل وعاطفة الروح التي ترتبط بالمكان اكثر من ارتباطها بالجسد.
وقال الحكماء ثلاث خصال تحب 1- الابل تحن الى أوطانها وإن كان عهدها بعيدا 2- والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا 3- والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعا
روى الترمذي عن [COLOR=window****]ابن عباس [/COLOR]، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمكة : "ما أطيبك وأحبك إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك " .
وإذا اردت ان تعرف الرجل انظر الى تحننه الى موطنه وارتباطه بإخوانه وأقاربه
ثم انظر الى الروح كيف ان الشارع الحكيم خفف عن المسافر في الصلاة وذلك لغربة النفس عن أوطانها وبعدها عنه فقد خفف عنها في الصلاة مدارة لها وتخفيف عنها.
أما الشعراء قديماً وحديثاً اشتاقوا إلى أوطانهم واشتد حنينهم إلى منازل الصبا ومواطن الأهل ويبقى هذا الحنين ما بقي الزمان والمكان وهذه فطرة في كل روح خلقها الله وقد يحب الإنسان وطنه مع عدم توفر ما يسعى إليه قال الشاعر: وتستعذب الأرض التي لا هوى بها *** ولا ماؤها عذب ولكنها وطن
ويظل الوطن الام الذي يسعى اليه المؤمن الا وهو الجنة التي وسوس الشيطان الى ابينا آدم وأخرجه منها قال ابن القيم فحيَّ على جَنَـاتِ عَدْنٍ فإنَّـها ***مَـنَازلنَا الأولى وفـيها المخـيَّـمُ ولكــــــــنَّنـــا ســــبي العــــدوِّ فهـــــل تـَرى *** نَعـــــودُ إلى أوطــــانِنـــــا ونسلَّـــمُ