منذ أكثر من ثلاثة ألاف سنة كانت منطقة يثرب والناطق الشرقية والغربية وكل المنطقة الشاسعة الممتدة في الحجاز من يثرب حتى الحدود الشمالية المتاخمة للشام خاضعة لسلطان العمالقة وهم قوم جبابرة من العرب البائدة ويقسم مؤرخو العرب الأجيال العربية إلي ثلاث أنواع :
أ. العرب البائدة : وهم الذين انقرضوا انقراضا كاملا ولم يبقى لهم من عقب أو نسل ومن هولاء طسم وجديس وعاد وثمود والعمالقة وعبيل
ب. العرب العاربة وهم القحطانيون الذين من تكلم العربية فيما بعد وموطنهم الأصلي اليمن وحضرموت
ج. العرب المستعربةوهم العدنانيون وكل أبناء نبي الله إسماعيل علية السلام وكان لغته الأصلية العربية وأبيهم يتكلم لغة إبراهيم علية السلام (الكلدانية) إلا أن إسماعيل جد العدنانيين فتك لسانه وهو صغيرباللغه العربية كما قال رسول الله في حديثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عن عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل ، و هو ابن أربع عشرة سنة وقال يارسول الله وماناس يتكلمون قبل إسماعيل قال الرسول يتكلمون العبرانية " الألباني حديث صحيح فقد ورد في صحيح الجامع 2581 وكانت المناطق التي تشمل كل ساحل الخليج العربي وعمان ونجد والحجاز وحتى الشام كانت خاضعة لسلطان العمالقة
أما صلة اليهود (بني إسرائيل) بمنطقة خيبر فهناك اختلاف في الوقت الذي اتصل فيه العنصر الدخيل بخيبر بعضهم يقول أن الوجود اليهودي في خيبر يعود إلي التاريخ الذي استوطن فيه اليهود منطقة يثرب بعد وفاة نبي الله موسى علية السلام على اثر عودة الحملة العسكرية التي أرسلها نبي الله موسى قبيل موته لإخضاع وإبادة جبابرة العمالقة الذين يقطنون يثرب والمناطق الشمالية والشرقية والغربية من الحجاز بما في ذلك خيبر وعادت الحملة بعد أن أبادت جميع العمالقة ويقول بعض المؤرخون ان رجال هذه الحملة لما منعهم خلفاء النبي موسى علية السلام من دخول الشام عادوا إلي الحجاز واستوطنوا يثرب وان يهود خيبر هم من بقايا هذه الحملة التي استوطنت يثرب وخيبر منذ حوالي سنة (1200) قبل الميلاد
ويرى بعض المؤرخون ان الوجود اليهودي في خيبر لم يكن إلا بعد الميلاد بحوالي ثمانين سنة
وذكر الإمام الطبري ا ناول قدوم لليهود إلي الحجاز إنما كان بعد أن وطئ بختنصر الشام وخرب بيت المقدس وقال الدكتور جواد علي في كتابة (تاريخ العرب قبل الإسلام) أن يهود خيبر من نسل (ركاب) المذكورة في التوراة وان (يونادب) (جندب) نبذ مع أبنائه ومن تبعة وعاش عيشة تقشف وزهد وخشونة وان نسلهم هاجر بعد خراب الهيكل الأول إلي الحجاز حتى بلغوا خيبر فاستقروا بها واشتغلوا بزراعة النخيل والحبوب وأقاموا فيها قلاع وحصون تحميهم من غارات الأعراب وقد خرجوا منها واجلوا في زمن عمر بن الخطاب
وبعض المؤرخون يذكرون أن يهود خيبر ليسوا من بني إسرائيل وإنما هم من أبناء العرب الذين دانوا باليهودية والدليل أن مرحب وعائلته وهو فارس خيبر المشهور الذي قتلة علي بن أبي طالب من قبيلة حمير من اليمن
وهناك رأي أخر أن صلة بني إسرائيل بخيبر ويثرب كانت في عهد نبي الله داوود علية السلام (أي بعد موسى وقبل المسيح) وان نبي الله داوود غزا العمالقة في المدينة فسلط الله عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا عن أخره ورأي أخر أن سبب نزولهم إلي خيبر والحجاز أن بعض علمائهم كانوا يجدون صفة رسول الله صلى الله علية وسلم في التوراة وانه يهاجر إلي بلد نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يبحثون عن الصفة فلما رأوا تيماء وفيها النخل نزلت طائفة منهم وظنوا أنها خيبر ومضى إشرافهم وأكثرهم إلي يثرب فاستوطنوا والذي لاجدال فيه أن اليهود لجأوا إلي الحجاز (وخيبر من الحجاز) في فترتين رئيسيتين
الفترة الأولى: حوالي عام (1200) قبل الميلاد بعيد وفاة نبي الله موسى علية السلام
الفترة الثانية: بعد الميلاد عقب استيلاء الرومان على فلسطين وتخريب الهيكل عام(70) ميلادية وعقب تنكيل (هيدريان) بالعبرانيين عام(122) ميلادي
وقد أشار (صموئيل الأول) من التوراة إلي أن اليهود سكنوا يثرب وأعالي الحجاز.