بسم الله الرحمن الرحيم هذه نصائح لكل من هو حديث الزواج , عبارة عن مقالة كتبتها فوزية الخليوي , أتمنى لكم الفائدة ..
يخطو كلٌّ من الزوجين ، خُطا متثاقلة إلى منزل الزوجيّة ! بعد انشغال طال أمده ، بأعباء وتكاليف الزواج : من تجهيز ملابس ، وإقامة حفل ، إلى تأثيث منزل الزوجيّة ، و رصيد شبه خاو عن الطرف الآخر ” الزوج ” فما أن يقضيا أيامهما الأولى حتى يتفاجآ بجهلهما بطبيعة بعضهما النفسيّة !! و كيفيّة التعامل مع بعضهما البعض !
فيهرعا إلى الاستعانة بآراء الآخرين من أصدقاء وأقارب ، هي في مجموعها حصيلة من تجارب منتهية الصلاحية ، أو لا تنطبق على شخصيتهما ؟! فتارة نجد الشاب ينساق إلى التعامل باللين ، و تارة بالشدة منذ البداية ! ،
كما حدث مع هند بنت معاوية بن أبي سفيان : فقد تمنعت على زوجها فضربها ، فصرخت فلما سمعت الجواري صوتها صرخن ، و علت أصواتهن ! فسمع معاوية ، فدخل عليه و قال : ويحك !!
مثل هذه تضرب في مثل هذه الليلة ؟! عندها تقع الزوجة حديثة العهد بالزواج بحيرة شديدة ، وخاصة أنها قدِمت من بيئة محافظة ، الأحاديث الزوجية فيها ضرب من المُحال؟!
ولعل هذا يفسر سبب ارتفاع نسبة الطلاق في المملكة : ففي الشرقية 60% و في الرياض 52% أي أن نسبة الطلاق في الشرقية تصل إلى ست حالات طلاق من كل عشر حالات زواج ، وحالة طلاق من كل حالتي زواج في الرياض ؟ ( مجلة حياة 20 ) .
و لأن نسبة كبيرة من الطلاق تقع في السنة الأولى للزواج، ولأسباب غير مقبولة!! فضّلت أن أذكر شيئاً من الأساسيّات في المعاملة الزوجيّة :
1- إعرفا بعضكما :
يجب أن يتفرغ كل من الزوجين للحديث عن طبيعتهما ، وآمالهما و تطلعاتهما المنشودة من وراء الزّواج ! فهذا الفعل يوفّر عليهما الكثير من المجهود المستقبلي ، و يجعل حياتهما الزوجية تنساب بهدوء !! فهذا القاضي شريح يحكي عن زوجته : ليلة تزوّجت بها قامت فحمدت الله ، و قالت : إنني امرأة غريبة عليك !! فما يعجبك فآتيه ، و ما تكره فأجتنبه !! قال : فقلت : إنني أحب كذا وأكره كذا ! قال : فعشت معها في أرغد عيش و أهنئه !!
2- لا تختلف :
يجب أن يسعى كلا الزوجين عند حدوث أي مشكلة إلى تضييق دائرة الخلاف ، وعرضها بهدوء ، دون نقلها إلى أهليهما !! فكم من المشاكل انتهت بالطلاق على بساطتها بسبب تضخيمها من جانب أهل الزوجين ، ولكن ليس معنى هذا عدم أخذ المشورة بتاتاً !! بل متى ما رأى الزوجان تعسّر الفهم و الإصلاح نتيجة إصرار كل منهما على موقفه فلهما ذلك ! كما جاء في الأثر أن زوجة عبد الله بن عمرو بن العاص شكت إلى والد زوجها إهمال زوجها لها ، وانشغاله بالعبادة ! لما قال له : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير الرجال من رجل لم يفتش لنا كنفاً ، ولم يقرب لنا فراشاً ؟! فكلّمه و عنّفه !!
3- لا تُسِئْ للآخرين :
بألاّ يذكر الزوج أهل زوجته و خاصّتها إلا بخير !! و هي كذلك !! فهذا مما يوغر الصدور ، و يثير الأحقاد !! فقد ذكرت عائشةُ خديجةَ زوجة النبي [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] فقالت : ما تريد من عجوز حمراء الشّدقين أبدلك الله خيراً منها !! فغضب منها و قال : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ! فأهله و أصدقاؤه هم بوابة احترامه وتقديره !! فبتحمّلهم و التجاوز عن أخطائهم يكون ذلك سبباً لتحقيق السعادة ، وإغلاقاً لباب دلف منه العديد من الأزواج ، وخرجوا منه منفصلين ؟!
4- تحمّل التقصير :
نتيجة للحياة المترفة التي تعيشها بعض النساء ، كوْنها مخدومة في منزل أهلها !! لا تستطيع هذه الزوجة استيعاب هذا الزخم الهائل من العناية بمرافق المنزل ، و شيئاً فشيئاً تستطيع تقبّل الوضع !! فلا بأس إذاً من مساعدة الزوجة كما كان الرسول [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] يفعل ، فكان يخيط ثوبه و يخصف نعله !! مع صغر الغرف التي كانت تؤوي نساءه ، و خلوّها من الأثاث . هبيني امرأً إنْ تحُسني فهو شاكر ٌ *** لذاك ، وإن لم تحُسني فهو صافحُ
5- اقنع به :
القناعة هي خير ما يجلبه الرجل معه إلى منزل الزوجيّة ، فقبوله بهذه الزوجة و قناعته بها وبهيئتها !! هو الأمر الذي سيحفظ المودة و المحبّة في قلبه لها ، و كم أضاع كثير من الرجال حياتهم في الحسرة و الندم على حظه العاثر بزعمه ! فلا هو كسب ودّ زوجته ولا حصّل غيرها ! جُنِنّا بليلى و هي جُنّت بغيرنا *** و أخرى بنا مجنونةٌ لا نُريدها
6- كنّ ايجابي :
ضع الصفات الإيجابية بين عينيك ، فإن كانت الزوجة محدودة الجمال انظرْ إلى تفانيها في خدمتك ، وإن كانت غير مثقّفة فانظر إلى احترامها وتقديرها لعلمك ، ودلالته حديث ” لايفرك مؤمنٌ مؤمنة إنْ كره منها خلقاً رضي منها آخر ” . فها هي خديجة زوج الرسول [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] ، عندما تزوجت به كان فقيراً ، و مع هذا كانت لا تكُفّ عن ترديد صفاته الإيجابيّة !!
فبعد نزول الوحي عليه و دخوله عليها خائفاًً قالت له : و الله لا يُخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ ، و تُكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، و تعين على نوائب الحق !! و هذا علي بن أبي طالب يذكر شيئاً من صفات زوجته فاطمة الإيجابية ، و كانت من أحب الناس إليه !!
إنها جرّت بالرحى حتى أثّرت في يدها ، و استقت بالقربة حتى أثّرت في نحرها ، و كنست البيت حتى اغبرّت ثيابها !! و من فوائد ترديد الصفات الإيجابيّة قناعة الطرف الأول بقيمة الآخر والسعي لتقديره !! و أيضا يعزّز الثقة عند الآخر !!
7- كُنّ أمان :
يجب أن يتيقن الزوج عظيم مكانته في نفس المرأة ، و أنه ملاذها الآمن من شرور الأيام و نكبات الزمان ، ولم تخطئ الصحابية حمنة بنت جحش عندما نُعِيَ لها أخوها وخالها فقد استرجعت و استغفرت !! ثم نُعِيَ لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت و ولولت ، فقال الرسول [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] : إنّ زوج المرأة منها لبمكان ” فعليه أن يلتزم بهذه القِوامة الرّبانية !! لا أن يقوم بإذلالها من منطلق أنه الأقوى !! فيأمر و ينهى لا لشيء إلا لإخضاعها !! و لا ضير إن كرّر على أسماعها حرصه عليها ، وغِيرته على عِرضها !! و قصة المرأة التي اشتكت زوجها عند القاضي مدّعية على زوجها بصداقها ، و أتت بشهود فقالو : نريد أن تسفر عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا !! فلما صمّموا على ذلك ، قال الزوج : لا تفعلوا هى صادقة فيما تدّعيه ؟! ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها ، فقالت المرأة حين عرفت أنه أقرّ إنّما ليصون وجهها عن النظر : هو في حلّ من صداقي في الدنيا والآخرة !!
8- دعِ الكبرياء :
على كلٍّ من الزوجين أن يخلعا ثوب الكبرياء والتحدي و الكرامة المزعومة !! لأنها مصطلحات قابله للانفجار في أي لحظة !! و اعتبر بقصة لبابة بنت الحسين عندما رمى لها هشام بن عبد الملك بتفاحة بعدما عضّها وهو خليفة !! فدعت بسكين لتقطعها ! فسأله : فقالت : أميط عنها الأذى !! فطلّقها ! فما أجمل أن نتفقد الآخر دون مقدمات ، كما كانت تفعل زوجة طلحة بن عبيد الله ، عندما دخل عليها و هو خاثر النفس قالت : مالك! أَرابك مني شيء ؟ قال : لا ، ونعم حليلة المسلم أنت !! و لا بأس من العِتاب بالتلميح دون التصريح كما كانت تفعل فقيهة الأمة عائشة رضي الله عنها ، في هذا ا لحوار العاطفي عندما قال لها الرسول [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] : ” إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية ، وإذا كنت على غضبي !! إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد !! وإذا كنت عني غضبى تقولين : لا ورب إبراهيم !! قالت : أجل ، والله ما أهجر إلا اسمك !!
9- غضّ الطّرف :
لقد حكى الشارع عن طبيعة متأصلة في المرأة ، وهى غلبة العاطفة ، حتى إذا غضبت لم تعِ أقوالها فقال : ” لعلّ إحداكن تغضب الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيراً قط”!! و من هذا المنطلق ساس الرسول الكريم [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] نساءه التسع ، غاضاً الطّرف عمّا يدور بينهن من خصومة، فها هي عائشة تقول : ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير إذن ، و هي غضبى ، تجادل عائشة ! فقال الرسول [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] : دونك فانتصري ؟! فأقبلت عليها..فرأيت النبي [IMG]http://www.marhabi.com/wp-*******/uploads/all/d3oh/sallah.gif[/IMG] يتهلّل وجهه ؟! فهذا هو الهدي النبوي في بيته ، فاجعل منه قدوة لك، ولا تستنكف من التبسّط مع زوجتك والتودّد لها ، فقد تلجأ المرأة للزوم الصّمت ، وعدم إظهار المحبّة بسبب جفائِك لها وغِلظتك معها ؟! إنّ النساءَ رياحينٌ خُلِقْنَ لنا *** وكلّنا يشتهي شمَّ الرياحينِ