قد تناولتكم الألسن غير مرة. فإن كذبوا فواحدة من كثير ادعوه؛ وإن صدقوا فسبحان من لا يخطئ وجُرمان من لا يستنير! ففي الدنيا عبر للمسترشدين ونبراس للتائهين، فكيف لجند أمثالكم مفعمين إيمانا بمن اختارهم لناموسه فتسابقوا إلى طوبى المقام!
وليقل القائلون، فشأننا نحن الجهاد!
أيها الليوث!
إن عليها اليوم عدوين مستقتلين حتى الموت: أنتم يا فتيان شنعار وجند الله المخلـّصين، وطاغوت طوّع الآلة وقولب العقول فجعلها مستمعة أو مرددة لما يقول. ولن يقر لهذين العدوين قرار حتى ينتهي أحدهما أو يذهب ريحه من على هذه الأرض.
وما دام باطل، وما انتصر طاغوت؛ ولا خذل الله جنده؛ ولا ارتكست راية فتية باعوا أنفسهم وأموالهم إلى الله، رحمته ورضوانه ينشدون. فأنتم إذن المنتصرون والوارثون. ما بالكم وأنتم جند شنعار أرض الله المقدسة ومهبط وحيه ودار عرشه على العالمين. إنما كل شيء بحسبان وأسباب. فويل لامرئ صلى وصام وجاهد وقام ثم تبطر على الناس ضانا أنه قد كسب الجنة. وويل لمجاهد صعّر خده فخسر من فيهما الحسنيين. فلا دنياه أعطته فيء انتصاره، ولا آخرته نظرت أسباب قدومه. وما عليها وفيها إلا وميزان يسوّيه ويقوّمه قيراطا بقيراط، فلا يظلم بريء ولا يجزى ظالم بغير ظلمه. إنما نُعمان الذي جعل الجهاد، بعد الإيمان والشهادتين، يعدل ما سواه؛ وشكرانه الذي حببه إلى قلوبكم أيها الفتيان، ففضلكم به على العالمين.
أيها الأبطال!
قال قائلهم، بمقاومة شريفة ولا شريفة، وقال آخر بتكفيرين وصداميين، وثالث بالارهاب، ورابع بعملية سياسية ودستور وما إليه. وهي اصطلاحات وضعتها أمريكا بأفواههم فرددوها طائعين أو مأمورين، فصاروا إلى المزابل وما يرددون! فأي امرئ حمل سلاحه مجاهدا عن العراق مقاوم وحسب. أما أن تتشرف أمريكا برصاصة تقتلها من ثورة العشرين ولا تتشرف بمثلها من القاعدة، فالعتب ليس على محتلين محتضرين مخنوقين يتوسلون النجاة، إنما على من يرد هذه السخافات. وقس على هذا بدعة تسمية "التكفيريين والصداميين والظلاميين" وما إليه. فكأن كلب الدشبول وطنيا وكأن الهاشمي بن عفيفة، وكأن بن الزنية صولاغ ديمقراطيا، وبن المتعتية جلال الدين الصغير مربية أطفال، وكأن مواكب اللطم والتطبير ونعي القبور تنوير وعلم ننال به أقطار السماء! وكأن الشهيد صدام أتى جزء من مئة مما يأتون! وكأن المكارثية كانت تيارا تنويريا ديمقراطيا، وقنبلتي هيروشيما وناجازاكي حلوى أهديت لليابان، ومذابح ماي لاي وخراسان والصومال وفلسطين والعراق غسيل ذنوب!
فيا لسفلة يرددون ما يحشره بعقولهم المجرمون!
هذا وقد بكى آخرون استهدافكم الأبرياء، ولم يقدموا بينة. بينما تشهد الوقائع وشعب العراق على أنهم الفاعلون. ومن قال آخر أن عدد قتلى العراقيين بسبب المقاومة أعلى من قتلى الأمريكان فكذاب، ودوني أيضا يريد تبرئة المحتلين. فالمحتلون هم أداة القتل وقادته وفرق موته وهم الذين يقصفون الدور والأسواق بالشبهات. وهم من أباد الشعب العراقي بالغزو والحصار والعدوان الثلاثيني. وما صدق الأمريكان بالحديث عن أعداد قتلاهم. وهم خسروا أكثر من مئتي ألف ما بين مرتزق وأجير وطالب إقامة وعسكري عامل. وإلا ما عانى جيش أمريكا الجرار من شحة العدد، ولما اضطرت أمريكا لقانون جديد يجبر الدبلوماسيين تحت طائلة السجن والغرامات للخدمة في العراق إن وقع عليهم الخيار. وبعد التحرير وحين ينشر الأمريكان غسيل بعضهم البعض وتعلن العائلات أسماء قتلاها سيظهر البرهان.
وليت عمليتهم السياسية بررت ارتداد من توخاها. وما مجالس الديوثين غير موضة مضت وبقي منها بضعة ديوثين يتوسلون النجاة ولو تعلقا بأطمار البغايا.
أي قد دارت الدائرة على المحتلين ومن والاهم من الخونة والمرتدين، وهم إلى الموت المحقق صائرون. ولا حقيقة مؤكدة الآن وغدا غير حقيقة إن في شنعار مقاومة، أبطالها فتيان ليسوا بوارد أن يعدوا صرعى سيوفهم ولا أسواطا لسعوا بها ظهر العدو. فهم مجبولون على جهاد المحتلين وديوثيهم؛ وليقل بعدها المنكودون ما يرون!
بل، ورب ضارة نافعة!
فحين ارتد إلى الشرك والعمالة الركاك، وحين سايروا المحتلين وشاركوهم حكمهم وإبادتهم لشعب العراق، وحين وجد الديوثون فرصة كشفوا بها الوجوه، فما عاد من خنجر بين الظهرانين، وصفت الحال إذن للمجاهدين الصادقين. ويوم الهجرة لم يبق مع رسول الله إلا القلة الصابرين. لكنه عاد قويا بالمؤمنين فما توفاه الأجل إلا وقد أسلمت الجزيرة كلها. والحرب كر وفر، فاز فيها الحازم صاحب الميدان والقرار. فاعرضوا عما يقال، وانتم الأعلون والمنتصرون!
أيها الأحرار!
يا فتيان شنعار كافة!
ويا ليوث القاعدة وجنود الدولة المجاهدين!
قد تقلقل حال الأنجلوصهيون وعدى عليهم عملاؤهم السابقون. وما بقي يتبعهم غير حفنة حثالات في شرقنا الأوسط مهتوكين. ونهايتهم قريبة، فلا تتوانوا، ولا يثنيكم ديوث ولا طامح مزق الدهر وجهه ولا هرميل! أعرضوا عن القالة والقائلين، يا بيض الوجوه الميامين! لقد اسودت وجوه المتقولين عليكم، فصاروا اليوم بين متديّث جديد، أو كاشف وجهه القبيح عميل قديم، أو أجرب هارب من عشيرته، أو متسول بفذلكة كعكة سما عليها سلح الكلاب قيمة وطعما. وقد فسح المجال لدعاواهم فإذا بالأمريكان يتجولون بينهم آمنين. فلا رأفة بالمحتلين والعملاء والديوثين ولا تبقوا لهم ريحا ولا جريح! وكل من مع الاحتلال عميل، وكل من مع العملاء شاركهم الجرم والقصاص. وعلى ليوث القاعدة أن يخففوا الأشراط على العامة. فكفى العامة كابوس الاحتلال. ولكم أسوة بإخوتكم طالبان خراسان ومحاكم الصومال، وقد صار الناس يستنجدونهما ويعينون على السراء والضراء!
فإلى الأمام!
حيث ثقفتموهم!
وأسمعـوني، أن لبـّيك!
خذوهـم أخـذة كاسر لا يرحم!
هنيئا لكم صفاء الميدان والقلوب!
طوبى لكم الاستفراد بمجد تحرير شنعار!
نعماكم بفيء الانتصار على جبروت الأنجلوصهيون!
إن الله وملائكته وأحرار الأرض معكم أيها الأبرار المقاتلين!
جزاه الله خيرا, أحسب أنه ابتعد عن الشيوعية وأصبح - كما يظهر من مقالاته الرائعة - صادعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم - البتار