...
تأخرت لم يتبقى إلا دقائق وينتهي وقت الزيارة
مسرعةً كنت ،أسابق الزمن
الدور الثاني .. العناية المركزة
يفتح المصعد فأخرج منه ألتفت يميناً يسرا لاأعلم أين غرفتها
والزمن يمضي
فيرسل الله لي من يعينني لأجد مكانها
- انتهى الوقت أختي الزيارة غير مسموحة الآن
- هي دقائق سأراها سريعاً أرجوك اعذرني
فإذا به يأخذني بين الممرات ويسأل الدكتور عن اسمها
ليقوم بإيصالي إلى غرفتها
- شكرا جزيت خيرا .. وأنا في الحقيقة أحمد الله فهو الذي ساقه لي
فتحت الباب بهدوء بعدأن طرقته
فإذا هي أمامي .. تلك الأم الحنون ..
مستلقية على السرير .
تحيطها الأجهزة.
الزوجة المخلصة المشفقة على زوجها المريض
تهتم به تتابع علاجه تضحي بوقتها له
جاء اليوم الذي أراها في نفس الغرفة التي كان بها
العناية المركزة
اتجهت إليها فتحت عينيها
لم تبدي أي تعابير على وجهها
فحالها أكسبها الضعف حتى عن الابتسامة
عيناها ضعيفتان لاتستطيع فتحهما إلا يسيرا
وبكلمات ضعيفة لاهثة سألتني عن حالي .. عن حال والدتي
سبحان الله ،، هي التي تسأل ،،!!
يالهذا الجسم المتهالك
طلبتها .. لا تتحدثي لاتنطقي بأي كلمة فحتى الكلام أراه يتعبها
وكأنها تصعد جبلا
طلبت مني رشفة ماء بللت شفتيها
مسحت على جبينها .. لحرارة لمستها أثناء تقبيلي لها
دعوت لها الله
واستمعتْ مني كلمات أمل ،أتمنى أن لاتتلاشى
وتمتمتُ أذكارا وأياتٍ ونفثت لعلها تخفف مصابها
ودعتها وأقفلت الباب
لا أعلم أتراني أراها ثانية ؟
أم أنها اللحظات الأخيرة التي ستظل في ذاكرتي
..
أقفلت الباب
ومشيت في ممرات ذاك المكان
مستشعرة هون الدنيا ..
متمتمة بقية أدعية تصل إلى الله لاتصلها
لعل الله يعيدها لذاك الزوج
ولأبنائها
ينتظرون عودتها
......
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
.vjih >>>