[COLOR="Red"][/COL
فلسفة أحمد يكيكي
المحللون الفنيون ثلاثة أنواع: نوع متفائل دائمًا، ومحفظته عامرة بالأسهم طوال العام، ونوع متشائم دائمًا، ومحفظته خاوية من الأسهم أغلب الأوقات، ونوع ثالثٌ يراوح بين التشاؤم والتفاؤل.
النوع الأول: يسطع نجمهم ويكثر جمهورهم وتسود الأوراق في مدائحهم وفي فترات الصعود كالفترة التي نحن فيها الآن، وينكشفون في أوقات التصحيح والانهيارات، ومن أراد التأكد فليراجع سجل كتابات بعض نجوم هذه الفترة أيام انهيار 2008.
النوع الثاني: يلمع نجمهم وتكثر حشودهم وتنظم فيها القصائد أيام الانهيارات، وينكشفون في أزمان الطفرات، كالمرحلة التي نحن فيها الآن، ومن أراد التأكد فليراجع سجل كتابات بعض من يتعرضون للهجوم والتهكم ممن حذر من التصحيح خلال الأسابيع الماضية، وسيجد أنهم في تصحيح 2008 كانوا نجومًا يشار إليهم البنان..
النوع الثالث: وهو النموذجي، الذي يتفاءل ويتشاءم ويملأ محفظته ويفرغها بناءً على معطيات الشارت، وهؤلاء لا وجود لهم الآن، رحلوا واحدًا تلو الآخر بعد أن تيقنوا أنَّ التحليل الفني خدعة كبرى لا يمكن الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات البيع والشراء، ولعلكم تلحظون غياب كثير من الأسماء اللامعة في مجال التحليل الفني، والذين كان لهم حضور كبير في فترات ماضية..
وبناء على ما سبق فلو قسمنا السوق زمنيًا إلى فترتين، فترة صعود أو (استقرار يمثل طفرة للأسهم الصغيرة)، وفترة تصحيح، وكانت كل فترة تمثِّل 50% فهذا يعني أنَّ التوفيق سيحالف المحللين المتفائلين في 50% من تحليلاتهم، وسيكونون نجومًا خلال هذه الفترة، وكذلك الحال بالنسبة للمحللين المتشائمين خلال فترات التصحيح، وهذا يذكرنا بمنطق المحامي أحمد يكيكي الذي كان يترافع عن خصمين في قضية واحدة؛ لأَّنه بهذه الطريقة يضمن نجاح إحدى مرافعاته.
زبدة الموضوع: لا تغتروا بنجوم هذه الفترة؛ لأنَّ السوق متغير، وهم ثابتون على التفاؤل، وإذا نزل السوق غدًا فسينكشفون على حقيقتهم، وسيظهر نجوم جدد هم الآن محل انتقادكم وتشنيعكم، وهم الفريق الثاني المتشائم..
دعونا نبحث جميعًا عن الفريق الثالث من العقلاء، ونبعثهم من مراقدهم؛ ليحكوا لنا قصة الخديعة الكبرى !!