لو تعرف ماذا تعني هاتان الكلمتان وكيف توفر لك تقوى من أرقى أنواع التقوى "أهل الليل أشراف أمتي" قليلاً من الليل ما يهجع في فترة من الليل ليست كثيرة قليل من الليل ما يهجع يقوم الساعة الواحدة، الثانية، الثالثة يقوم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم ينام وبعد الصلاة يستغفر، نحن بعد الساعة الثالثة يؤذن الفجر، مستحيل أن يستيقظ في هذه الأوقات أحد يصلي التهجد ولا يستغفر وحينئذ إذا كنت من أهل الليل تعودت على هذا
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
(16) السجدة)
جسمك لا يستطيع أن ينام عندما تأتي ساعة التهجد، جنبك يصحو فيه حساسية لتعودك على هذا
حينئذ إذا كنت من أصحاب هاتين الكلمتين تصلي من الليل ولو ركعة ولو سجدة تُحشر مع الزمرة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا
(73) الزمر)
وواقع الحال أن أكثر الناس يصلون أربع ركعات، ولو ركعتين وهناك من يصلي عشر واثنا عشر وأكثر لكن نحن لكي نكون مع الزمرة ركعتين فما فوق حتى ولو صلة ركعة ولو بقدر فواق ناقة.
صلِّ، تُحشر مع هذه الزمرة العظيمة وتصبح متقياً بهاتين الكلمتين إذا اختصيت بهما، نحن قلنا في حلقة سابقة الوسيلة وسيلتك إلى أن تكون من الأتقياء هاتين الكلمتين ككل كلمتين في الحلقات التي مضت.
أيُّ كلمتين تكلمنا عنها إذا أتقنتها تصبح من المتقين فالقرآن أي مرة يذكر (للمتقين) أنت محسوب منهم.
فهذه التقوى العظيمة بكلمتين تقعد من النوم تتجافى جنوبهم عن المضاجع وتقوم
يا الله! نقلة هائلة كيف شعورك إذا بخمس دقائق أعطوك دكتوراه فخرية لا تعبت فيها لا سهرت عليها لا درست من أجلها، فخرية تصبح دكتور!.
هكذا هذه أنت تقيٌ بركعتين، فلماذا تضيّع هذه الفرصة النادرة أن تصبح تقياً وأيّ تقوى؟ تقوى يحبها الله.
يوم القيامة ينادي منادي أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون يومئذ وهم يومئذ قليل فيساقون إلى الجنة ويساق الباقون إلى ساحة الحساب، هؤلاء لا يُحاسَبون.
بكلمتين
ذكرالثعلبي مرفوعا عن أسماء بنت يزيد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا جمع الله الأولين والآخرين
يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت تسمعه الخلائق كلهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ليقم
الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ، ثم ينادي الثانية ستعلمون اليوم من أولى
بالكرم ، ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون ، ثم ينادي الثالثة ستعلمون اليوم من
أولى بالكرم ، ليقم الحامدون لله على كل حال في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرحون جميعا إلى
الجنة ، ثم يحاسب سائر الناس . وذكر ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن رجل عن أبي العلاء بن الشخير
عن أبي ذر قال : ثلاثة يضحك الله إليهم ويستبشر الله بهم : رجل قام من الليل وترك فراشه ودفأه ، ثم
توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قام إلى الصلاة ; فيقول الله لملائكته : ( ما حمل عبدي على ما صنع )
فيقولون : ربنا أنت أعلم به منا ; فيقول : ( أنا أعلم به ولكن أخبروني ) فيقولون : رجيته شيئا فرجاه
وخوفته فخافه . فيقول : ( أشهدكم أني قد أمنته مما خاف وأوجبت له ما رجاه ) قال : ورجل كان في سرية
فلقي العدو فانهزم أصحابه وثبت هو حتى يقتل
أو يفتح الله عليهم ; فيقول الله لملائكته مثل هذه القصة .
ورجل سرى في ليلة حتى إذا كان في آخر الليل نزل هو وأصحابه ، فنام أصحابه وقام هو يصلي ; فيقول
الله لملائكته .
قال تعالى : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )
تعلّم أن تقرأ القرآن هكذا كلما تقرأ عن الأعمال الصالحة انظر أين الكلمات التي يتبع لها كل الباقي؟ أنت في بيتك وبيتك مليء بالأثاث والأشياء لكن أعظم حركتين كونك أنت آمن بهذا البيت ولست جائعاً، أما كونه عندك ملابس نوم، عندك أشياء أخرى، هذا تحصيل حاصل في الطريق! ومن أجل هذا
فلتكن هذه الزمرة العظيمة أهل الله أهل الليل أهل الله عز وجل أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى يقول هؤلاء أشراف أمتي. كن من أهل الليل، يومياً ركعتين واستغفر تصبح من الأتقياء الذين يحبهم الله حباً عظيماً.