أتعجب كيف نبدئ رأينا في حوادث تاريخية لها ألف عام أو أكثر مع قلة المصادر وبعد الزمن بيننا وبين أصحاب تلك الحوادث، والتشويه الذي حدث لهذه الأحداث في زمن وقوعها، وفي الأزمنة التي تتابعت بعدها مارة بممالك وجماعات محبة لأولئك تزكي أصحابها فتزيد في حسناتهم ما ليس فيهم، وممالك وجماعات أخرى تبغض أولئك فتزيد في سيئاتهم ما ليس فيهم
داعش جماعة معاصرة غامضة اضطربت فيها الأقوال ونحن نعيش زمنها، وتصلنا أخبارها بالصوت والصورة على الهواء مباشرة ..
فلنأخذ درسًا من هذا في التثبت والأناة في كل الأحداث والمرويات التاريخية .. ولنرجع لداعش
داعش من وجهة نظري ليس أصحابها ذوو توجه واحد، ولكنهم أربعة أقسام:
1- قسم متشدد مغالي تجاوز بغلوّه غلوّ القاعدة، وهؤلاء منهم منظّرون ومنهم مقلّدون وهم الأكثر
2- قسم انضم لداعش حديثًا يظن أنها فرقة مجاهدة على الحق، وهؤلاء هم من الأقرب رجوعًا للصواب إذا تبيّن لهم ضلال داعش، ولكنهم قد ينزلقون في بعض حماقات داعش وربما يُقتلون قبل أن تتبيّن لهم حقيقة التنظيم أو قبل أن يتمكنوا من الخروج منه
3- مخابرات سورية وعراقية وإيرانية رأت في هذه الجماعة فرصة للانخراط في صفوفها لتشويه الجهاد وضرب الثورات الإسلامية
4- أحزاب مقاومة غير دينية كالبعث وجدت في الانحياز لهذه الجماعة فرصة لضرب الحكومات المعادية لها