ظهرت صور أمس الأحد، من النوع الذي لا يحتاج سوى إلى التأمل فيه، لأن الواحدة منها تعبر أكثر من مئات الكلمات، وهي عن مأساة جديدة يعانيها سكان الشمال السوري، الموصدة أمامهم منذ 3 أشهر بوابات اللجوء فرارا من الأخطار إلى تركيا، وبلغت المأساة ذروتها أمس عند مشارف مدينة "تل أبيض" القريبة أقل من 3 كيلومترات من جارتها Akçakale المعروفة عربيا بمدينة "أقجة قلعة" في تركيا. كانت المنطقة مستقرة، نسبيا ونوعا ما في الأشهر الأخيرة، إلى أن طارئا أيقظ الخطر فيها فجأة أمس، فشمّر عن ساعديه، وما زال اليوم أيضا، وأحاط بالأهالي حين بدأ قتال عنيف بالأسلحة الثقيلة بين "وحدات حماية الشعب" الكردية التي شنت هجوما كاسحا على "دواعش" محافظة الرقة بالشمال السوري، وانتزعوا منهم قرية "سلوك" الاستراتيجية، ووصل صدى ما حدث سريعاً إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فانتفض معتبرا أن سيطرة الأكراد "قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل" كما قال.