الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فإن ما يسمى بقوس قزح هو عبارة عن حادث جوي يظهر في الأفق المقابل للشمس بشكل قوس في السحاب ، يتكون من مجموعة ألوان الطيف (متتابعة) : بنفسجي ، نيلي ، أزرق، أخضر، أصفر ، برتقالي، أحمر ، وسببه انعكاس أشعة الشمس من رذاذ الماء المتطاير من ماء المطر ، أو غيره . وقد كره بعض أهل العلم تسمية هذا الحادث الجوي بـ(قوس قزح) وإنما يقال : قوس الله أو نحو ذلك ، كما في الأذكار للنووي (526-527) وزاد المعاد لابن القيم (2/472) وغيرها ومستند الكراهة ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ((لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، ولكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو أمان لأهل الأرض)) رواه أبو نعيم في الحلية (2/309) والخطيب في تاريخ بغداد (8/452 ) وحكم الألباني بوضعه في السلسلة الضعيفة (2/264ح/872) كما رُوي موقوفاً على ابن عباس في معجم الطبراني الكبير (3/85) وصحح إسناده ابن كثير في البداية والنهاية (1/40) ورواه الضياء في المختارة (2/125،ح/494) موقوفاً على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. وروى البخاري في الأدب المفرد (ح/765) عن ابن عباس قال : ((..وأما قوس قزح فأمان من الغرق بعد قوم نوح عليه السلام )) وفي سنده على بن زيد بن جدعان وهو ضعيف .
وقد اختُلف في معنى (قزح) الذي تضاف له هذه القوس: 1-فقيل : من القَزح وهو الارتفاع ، وقزح الشيء : ارتفع ، وسِعر قازح أي : مرتفع . 2-وقيل : هو جمع قزحة وهي الطريقة التي تتركب منها ألوان هذا القوس . 3-وقيل : اسم الملَك الموكل بالسحاب . 4-وقيل : اسم بعض الإلهة ! 5-وقيل : اسم الشيطان ! كما في الحديث السابق . ويسمى مشعر مزدلفة بـ(قُزَح) كما في سنن أبي داود (ح/1935) عن علي -رضي الله عنه-قال : ((فلما أصبح ، يعني النبي -صلى الله عليه وسم- ووقف على قُزَح فقال : هذا قُزَح وهو الموقف ، وجَمْعٌ كلُّها موقف ..))
والخلاصة : أنه لم يصح في النهي عن إطلاق لفظ (قوس قزح) على القوس التي تظهر في الأفق شيء ، لكن الأَولى تركُ ذلك احتياطاً وورعاً . والله أعلم .