الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد
يعتمد منهج الحركيين من الإخوانين وأضرابهم على أصل هو مخالف للكتاب والسنة ألا وهو منهج تجميع الدهماء والعوام عند النوازل وذلك بإثارتهم باسم ( الاهتمام بقضايا الأمة ) وأقنعوا العوام أن هذا من الدين , بل وأن من لا يسلك طريقتهم فإنه يكون ممن جاء الحديث فيهم ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) وهذا حديث ضعيف قال الألباني في السلسلة الضعيفة :ضعيف جدا
لكن بغض النظر عن ضعف الحديث , إنما معنى اهتمام المسلم بأخيه المسلم صحيح
لكن ليس على النحو البدعي الذي يخالف ما جاء به الدليل ولم يفعله النبي ﷺ ولا أصحابه من بعده ولا عرف في تاريخ المسلمين إلا عند الخوارج والمعتزلة الذين ينحازون عن جماعة المسلمين
وبهذا المنهج البدعي الحركي أشغل الحركيون الشباب وضيعوا أعمارهم وقسموا الناس وزرعوا بين أهل البلد الواحد الشقاق والبغضاء وجعلوهم يلهثون خلف قضية تتلوها قضية كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا
------------------------
بيان أن هذا المنهج مخالف للدليل
القضايا العامة , وقضايا النوازل والنزاعات والحروب يجب أن لا يتصدى لها إلا أهل الاختصاص من ولاة الأمور وأهل الحل والعقد
قال أهل العلم في قوله تعالى ( وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) أي أهل الحل والعقد والرأي والمشورة
لا عامة الناس ممن لا سلطان له ولا علم ولا خبرة كما يفعل هؤلاء الحركيون
جاء في صحيح البخاري
عن ابن عباس، قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين، منهم عبد الرحمن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطاب، في آخر حجة حجها، إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان؟ يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت، فغضب عمر، ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم. قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر: أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة
فانظر كيف عد الصحابة أن إشغال الناس في الأمور السياسية والقضايا العامة فيه من الشر ما فيه
وبالتالي نعرف انحراف منهج هؤلاء الحركيين وخطأ زعمهم أن ما يفعلونه هو من الدين وأنه من الاهتمام بقضايا الأمة
لا والله , بل هذا باب شر تبين بالبرهان من الواقع الذي نعيشه ونراه كيف أدى إلى شرور بين المسلمين وتنازع وسفك دماء واستهتار بطاعة ولاة الأمور وتشتيت كلمة وتطاول على ولاة الأمور والعلماء في بلاد المسلمين بعامة