استشهاد خبيب بن عدي :
قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم خرجوا بخبيب حتى جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه، وقال لهم: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا قالوا: دونك فاركع, فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم, فقال: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، قال: فكان خبيب أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين قال: ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة بما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا ثم قتلوه.
وكان معاوية بن أبي سفيان يقول: أحضرته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان, فلقد رأيته يلقيني على الأرض فرقًا من دعوة خبيب, وكانوا يقولون: إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه، وكان ذلك في العام الرابع الهجري، وأوحى الله إلى رسوله ما حدث لخبيب، فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله من خشبة الصلب: فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفًا من العيون وأطلقه فوسَّدَ جثمانه على الأرض، ثم يقول عمرو بن أمية: فالتفت فلم أر شيئًا فكأنما ابتلعته الأرض ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك.
وكان أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبرًا.