فى الدول المتقدمة للجيش دور واحد وهو الدفاع عن الدولة ضد العدو الخارجى وحماية الأمن القومى لها فهذا هو الدور المنوط به دون تدخل فى الشأن الداخلى وهو أيضا مؤسسة خاضعة للمراقبة والمسائلة والمحاسبة إذا ثبت تقصير أى من قيادته هذه هى مهمة الجيش فى دول العالم الأول وهذا هو وضع أى جيش احترافى فى العالم أما دول العالم الثالث حيث يوجد الفقر والجهل والأمية لا تفهم بالضبط وضع المؤسسة العسكرية فهل هى حزب سياسى أم بنك استثمارى أم شركة للبناء والتعمير أم مؤسسة اقتصادية أم هيئة صناعية أو زراعية أم معمل للأبحاث أم مستوصف طبى أم جيش قتالى أم كل هذه الأشياء .
بل نجد فى بلدنا الحبيبة اختزال لجميع مؤسسات الدولة فى مؤسسة واحدة ألا وهى المؤسسة العسكرية وكذلك جميع الوزارات فى وزارة واحدة ألا وهى وزارة الدفاع .
فنجد وزارة الإسكان تمضى بروتوكل تعاون بين الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وبين وزارة الإسكان وأخر بين وزارة التطوير ووزارة الإنتاج الحربى بالنسبة للتطوير الأماكن النائية والعشوائية فهلا اختزلنا هذه المؤسسات فى مؤسسة واحدة وقلصنا هذه الوزارات فى وزارة واحدة بدلا من هذا الترهل الإدارى الدارى الذى أصاب هيكل الدولة وتوفيرا لكل هذه الأموال التى تصرف على هذه الوزارات فهل بذلك نصبح متقدمين فى شئ وهل نطمئن بذلك أن لدينا مؤسسة خارقة تعرف تعمل أى حاجة وفى وقت أم هذا شئ يثير القلق والاضطراب من مستقبل مأساوى ومن حاضر أليم والماضى والتاريخ خير شاهد. ومنذ أن ابتليت مصرنا الحبيبة بأن تحكمها هذه العقلية العسكرية التى لا تعرف إلا إصدار الأوامر وتنفيذها لا تعرف ابتكارا أو تجديد أو تغيير وهى أصابها التخلف والجمود والفقر والجهل وأصبحت من فشل إلى فشل هذه العقلية العسكرية التى لا تقبل النقاش أو النصيحة هذه العقلية المتكبرة المستبدة لا تعرف أسس الحوار لا تريد أن تسمع صوتا أخر بجانب صوتها لا تتقبل بوجود رأى معارض أو مختلف نسبيا مع رأيها لا تتقبل التعديل على ما تراه إذا كانت لها رؤية من الأساس. هذه العقلية التى تربت على أن هناك صنفان إما عدو أو صديق إما معى فستنعم بما لا تحلم به فى المنام أو ضدى فلا تلومن إلا نفسك مستبيحة معه كل شئ مستبيحة دمه وماله وعرضه وكأنه عدو خارجى يهدد أمن وسلامة الوطن .