منذ /08-28-2015, 03:59 PM
|
#1 |
رقم العضوية : 249 | تاريخ التسجيل : 4 - 4 - 2008 | المشاركات : 216,906 | الحكمة المفضلة : Belgium | SMS : | | الصُّلْحُ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِِ  الصُّلْحُ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمَيْنِِ الحمدُ للهِ الذِي أمرَنَا بالإصلاحِ ، وحثَّنَا علَى الصلاحِ ، وبَيَّنَ لنَا سُبُلَ الفلاحِ ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، القائلُ:]وَالصُّلْحُ خَيْرٌ[([1]) وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ القائلُ :« الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ صُلْحاً أَحَلَّ حَرَاماً أَوْ حَرَّمَ حَلاَلاً »([2]) اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ عَلَى سيِّدِنَا محمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. قالَ تعالَى :]فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [([3]) لقدْ خلقَ اللهُ تعالَى الناسَ مختلفةً طباعُهُمْ ، متقلبةً أمزجتُهُمْ ، متباينةً مصالِحُهُمْ ، قالَ تعالَى :] وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [([4]) ومِنْ هنَا قدْ تحدثُ مخاصماتٌ ومنازعاتٌ لاَ يرتضِيهَا اللهُ سبحانَهُ ، وقدْ أوجبَ الإصلاحَ بينَ المؤمنينَ فقالَ تعالَى :] إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[([5]) وإصلاحُ ذاتِ البينِ لاَ يأتِي إلاَّ بالخيرِ ، ففيهِ تأليفٌ بينَ القلوبِ وتقويةٌ للروابطِ ودفْعٌ للشحناءِ ، وبِهِ تسكُنُ النفوسُ ، ويزولُ الخلافُ وتذهَبُ الفرقَةُ ، لذَا دعانَا اللهُ تعالَى إليهِ وأمرَنَا بِهِ . لَمَّا كانَ إصلاحُ ذاتِ البينِ عملاً ليسَ بالسهلِ وقدْ تكونُ فيهِ مشقةٌ وربَّمَا تَملُّ النفسُ أحيانًا مِنَ القيامِ بِهِ حبَّبَ اللهُ تعالَى فيهِ ودعَا إليهِ ، وبَيَّنَ أنَّ أجْرَ المصلحينَ عندَ اللهِ سبحانَهُ عظيمٌ ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ :] لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [([6]) فلاَ خيرَ فيمَا يتناجَى فيهِ الناسُ ويخوضُونَ فيهِ مِنَ الحديثِ إلاَّ مَا كانَ مِنْ أعمالِ الخيرِ وخاصةً الإصلاحَ بينَ الناسِ ، ومَنْ يفعلْ ذلكَ قاصدًا بفعلِهِ رضَا اللهِ تعالَى وحُسْنَ مثوبتِهِ فسوفَ يُؤْتيهِ اللهُ تعالَى أجراً عظيمًا لاَ يعلمُ مقدارَهُ إلاَّ اللهُ تعالَى . وقدْ يَسَّرَ كُلَّ سبيلٍ يؤدِّي إلَى الصلحِ ، فنفَى تُهمةَ الكذبِ عَنِ الْمُصْلِحِ بينَ الناسِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَيَنْمِى خَيْراً ، أَوْ يَقُولُ خَيْراً»([7]). اعلمُوا أنَّ درجةَ الإصلاحِ بينَ المتخاصمينِ درجةٌ عظيمةٌ فِي الأجرِ ، وهيَ أفضلُ عندَ اللهِ تعالَى مِنْ درجةِ صيامِ التطوعِ وصلاةِ النافلةِ والصدقةِ ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ ». قَالُوا : بَلَى . قَالَ :« إِصْلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ »([8]). وليعلمِ المتخاصمانِ أنَّ اللهَ تعالَى يُؤَخِّرُ مغفرتَهُ لَهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا فقدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً ، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا »([9]). وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ »([10]). واعلمُوا أنَّ الشيطانَ يوقِعُ العداوةَ والبغضاءَ بينَ الناسِ ، ويدفَعُهُمْ للفُرقةِ والتنازعِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :« دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ ، لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ »([11]). وقدْ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ أفضلَ المتخاصِمَيْنِ هُوَ الذِي يبادِرُ إلَى أخيهِ بالسلامِ فقالَ صلى الله عليه وسلم :« لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ »([12]). فكونُوا عبادَ اللهِ متحابينَ ، وإياكُمْ والهجرانَ والقطيعةَ . اللهُمَّ وفقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ ، إنَّكَ نعمَ المولَى ونعمَ النصيرُ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ. منقول تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
hgw~EgXpE fQdXkQ hgXlEjQoQhwAlQdXkAA
|
| |