عربت وزارة الخارجية الكويتية عن أسفها الشديد للبيان الصادر عن السفارة الإيرانية في الكويت اليوم (الخميس)، واعتبرته "متجاوزاً لأبسط الأعراف والقواعد الديبلوماسية". وكانت السفارة الإيرانية في الكويت أصدرت في وقت سابق اليوم، بياناً أعربت فيه عن استيائها الشديد "من زج اسم إيران في قضية داخلية (خلية العبدلي) ترتبط بالكشف عن أسلحة وذخائر". وقال مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية إن "البيان لم يراع الموقف الرسمي والمعلن لدولة الكويت في هذا الشأن، والذي عبر عنه البيان الصادر عن مجلس الوزراء الكويتي بتعامله مع القضية بمسؤولية عالية وحرص شديد على عدم إصدار أحكام مسبقة حتى يحكم القضاء". وأضاف المصدر أن "التعبير عن مواقف الدول الرسمية ورغبتها في الحصول على أي معلومات حول أي قضية، ينبغي أن يكون من خلال القنوات الرسمية المتعارف عليها بين الدول، وليس باللجوء إلى وسائل الإعلام الأخرى". وذكر أن "القرار الذي أصدره النائب العام بعدم نشر أخبار أو بيانات تتعلق بخلية العبدلي يجسد حرص الكويت على وقف التداول الإعلامي للقضية لما له من انعكاسات سلبية على سير القضية وإضراراً بالمصلحة والتحقيقات الجارية ولضمان الحكم العادل الذي سيصدره القضاء". وكانت السفارة الإيرانية قالت إنها "لم تُبلّغ بهوية الإيراني (الذي أشارت النيابة العامة الكويتية إلى إلقاء القبض عليه)، ودوره في التهم المنسوبة إليه وتفاصيل اعتقاله"، وطلبت من السلطات الكويتية "إبلاغها رسمياً بأي معلومة، وتوفير إمكان الاتصال بالمتهم". وأسندت النيابة العامة الكويتية أول من أمس الاتهام إلى 26 شخصاً، 25 منهم كويتيون وواحد إيراني، في قضية حيازة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، والمعروفة باسم "خلية العبدلي". ووجهت النيابة إلى 24 منهم تهمة "ارتكاب أفعال من شأنها المس بوحدة أراضي الكويت وسلامتها، والسعي والتخابر مع إيران وجماعة حزب الله (اللبناني) التي تعمل لمصلحتها، للقيام بأعمال عدائية في الكويت من خلال جلب اسلحة وتجميعها". واعتبرت السفارة الايرانية أن "ساحة العلاقات الإيرانية الكويتية لا تحتمل مثل هذه التهم"، مشيرة إلى أن "ايران تحرص على قيامها بدور بنّاء في تكريس الأمن والاستقرار في ربوعها". وأوضحت أن إصدارها البيان يأتي بسبب "كشف القضية في وسائل الإعلام قبل إفادة الجهات الرسمية الإيرانية بذلك عبر القنوات الديبلوماسية". وأعلنت الداخلية الكويتية في 13 (آب) أغسطس الماضي، أنها تمكنت من "ضبط ثلاثة من أعضاء خلية إرهابية وترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة في منطقة العبدلي الحدودية مع العراق".