احدى أسوأ المجازر البشرية التي ارتكبت في النصف الثاني من القرن العشرين في أرض باركها الله و جعلها قبلة الصالحين !
في غضون أربعة أسابيع تم إبادة 40 ألفاً ..
جرح أكثر من هذا العدد .. بل كانوا يجهزون على الجرحى ، ويمنعون اسعافهم ، تماماً كما يحصل الآن ..
أكثر من 40 ألف حموي قضوا قتلا بالرصاص وقذائف المدفعية والدبابات، أو ذبحا بالسكاكين وبطشا بالبلطات والعصي الغليظة والجنازير وسط برد قارس شهدته منطقة الوسط السوري، فكان تسونامي من الدم والخراب تبللت به كل عائلة حموية ..
لا أحد يتخيّل عدد السوريين الذين هجّروا من سورية قسراً و ظلماً ، و من يعرف سوريّة ، يعرف كيف أنّ أهلها يعشقونها عشقهم لحياتهم .. انتشر المهجرون في البلاد العربية و الاسلامية و الغربية ، و تفرّقت معهم المآسي و قصص الألم ..
هدم النظام الذي يدّعي الوطنية و الشرف العربي و الاسلامي و التقدم الحضاري 88 مسجدا و 3 كنائس وعددا لا يحصى من الاماكن الاثرية ..
أجل .. قتل حافظ الأسد و أخيه رفعت.. حوالي أربعين ألفاً من سكان المدينة رجالا ونساء وأطفالا وعجائز في غضون رقم قياسي .. قياسيّ جداً بالنسبة لمن يقتل شعبه و ليس عدوا خارجياً !
40 ألفاً روّت دماؤهم أرض سوريّة .. لتزهر الحرية وإن طال الزمان ..
الحزن يغلّف مدينة حماة ، قُتل خيرة شبابها و علمائها ، و دكّ في السجون عشرات الألوف من شبابها ..
من و كيف يعوّض هؤلاء المعذبون مستقبلهم الذي صدّته جدران االسجون المظلمة .. مستقبل دُفن وهم لم يتجاوزوا الثامنة عشر و العشرين و الخامسة والعشرين ، بعضهم مات وارتحل إلى الله .. وبعضهم أطلق سراحه ، وبعضهم لا يدري عنهم أحد ويبلغ عدد المفقودين من حماة وحدها حوالي 15 ألفاً على أقل تقدير.. ولا يُسمح لأحد بأن يعرف أين هم .. إمعاناً في الظلم .. و المرارة ..