♦ هذا الموضوع ليس توصية للشراء أو البيع وإنما مجرد تقرير يساعد المستثمرين في إتخاذ قراراتهم.
• في هذا الموضوع سأقدم تحليل مالي مبسط لشركات قطاع الإسمنت بناء على نتائجهم للسنوات الماضية وللفترة الحالية ولكن التحليل الأساسي والنظرة المستقبلية أهم من النظرة للماضي خصوصاً وأننا على منعطف مهم وتغيّر في الدخل العام للدولة والذي من المتوقع له أن ينعكس على الإنفاق العام. ولذلك إتخاذ قرار إستثماري بناء على التحليل المالي للماضي وحده لا يكفي ليكون قرارك ناجحاً، فالنظرة المستقبلية وتقدير النمو والتحديات من أهم سمات المستثمر الناجح.
يجب أن يكون الإنسان متوازناً في نظرته للقطاع فلا يميل للتشاؤم أو التفاؤل، فلا يجب الإعتقاد أن تأثر الإنفاق العام للدولة يستلزم توقف النمو لأن هناك طلب عالي محبوس يُعتبر محفز للقطاع ألا وهو الإسكان. فنحن نعلم أن الطلب على السكن عالي ولكنه محبوس حالياً حتى تأتي حلول لمسألة شح الأراضي وعندها سيعود الطلب على الإسمنت وربما يتجاوز أي إنخفاض إن حدث في إنفاق الدولة. وهناك محفز آخر للقطاع ألا وهو فتح باب التصدير ولكن ستكون الشركات التي تقع بالقرب من الموانيء ومنافذ التصدير الأكثر إستفادة من غيرها. بشكل عام الطلب على الإسمنت ليس فقط من الدولة فهناك الشركات والمؤسسات ومشاريع القطاع الخاص وكذلك الأفراد في مشاريع السكن الخاص ولهذا لا تعتمد شركات الإسمنت على جهة واحدة في مبيعاتها. ولكن هناك سلبيات تحيط بالقطاع ومنها أي أثر لخفض مشاريع الدولة مستقبلاً وكذلك إستمرار تكدس الكنلكر وإرتفاع المخزونات بدون حل لهذه المشكلة.
♚ بيانات النمو في النصف الأول لعام 2015 ♚
سأبدأ بوضع جدول يوضح حجم مبيعات شركات الإسمنت في الربع الأول والربع الثاني لعام 2015 مصحوب بنسبة النمو مقارنة بالربع المماثل من العام السابق. وفي آخر عامود وضعت الحصة السوقية لشركات الإسمنت بناء على مبيعاتها في النصف الأول من هذا العام.
• ملاحظة 1: شركة إسمنت أم القرى لم تبدأ الإنتاج التجاري
• ملاحظة 2: القيم لكل عامود مميزة بالألوان حتى يظهر الأعلى باللون الأخضر ويتدرج حتى الأقل باللون الأحمر.
في الجدول أعلاه ستجدون المؤشرات المالية لشركات الإسمنت وهي كالتالي مع شرح مبسط لأهميتها:
← توزيعات الأرباح = الأرباح الموزعة ÷ سعر السهم التعريف: هي نسبة الأرباح الموزعة إلى السعر السوقي للسهم. الهدف: ↑ كلما كان أعلى كان أفضل.
← مكرر الربح = سعر السهم ÷ ربحية السهم التعريف: هو رقم يمثل عدد السنوات التي تحتاجها الشركة لإعادة رأس مالك من أرباحها (وليس توزيعاتها) فمثلاً مكرر ربح 10 يعني أنك لو أخذت حصتك كاملة من دخل الشركة لمدة 10 سنوات فسيعود لك رأس مالك. الهدف: ↓ كلما كان أقل كان أفضل ولكن لشركات النمو يكون عادة مرتفع مقارنة بالشركات التي لا تنمو.
← مكرر الربح التشغيلي = سعر السهم ÷ ربحية السهم التشغيلية التعريف: نفس مكرر الربح ولكنه يستبعد أي أرباح أو تكاليف غير تشغيلية مثل أرباح الإستثمارات أو الربح الغير متكرر وخلافه. الهدف: ↓ كلما كان أقل كان أفضل.
← مضاعف القيمة الدفترية = سعر السهم ÷ القيمة الدفترية التعريف: القيمة الدفترية هي قيمة حقوق المساهمين في الشركة من رأس المال الذي وضعوه مضافاً إليه أي أرباح مبقاة وإحتياطيات ولذلك مثلاً مضاعف القيمة الدفترية 1 هذا يعني أنك لم تشتري الحصة في الشركة بأعلى من قيمة ما وضعه المساهمين المؤسسين فيها ومالهم من حقوق مبقاة. ومضاعف القيمة الدفترية 1.5 مثلاً يعني أن السعر السوقي مرتفع 50% مقارنة بقيمة حقوق المساهمين، والمضاعف أقل من 1 يعني أنك إشتريت حصة في الشركة بأقل من قيمتها الدفترية. الهدف: ↓ كلما كان أقل كان أفضل.
← هامش الربح = صافي الربح ÷ المبيعات التعريف: هو نسبة الربح من قيمة المبيعات فكلما كان الهامش أعلى كانت الشركة أقل عرضة لتقلبات السوق وإنخفاض المبيعات أو إرتفاع التكاليف. الهدف: ↑ كلما كان أعلى كان أفضل.
← نسبة المديونية = إجمالي المطلوبات ÷ إجمالي الموجودات التعريف: هذا الرقم يقيس نسبة جميع المطلوبات قصيرة المدى وطويلة المدى بالنسبة إلى موجودات الشركة. الهدف: ↓ كلما كان أقل كان أفضل.
← مكرر المبيعات = سعر السهم ÷ المبيعات للسهم التعريف: هو سعر الشركة السوقي بالنسبة إلى مبيعاتها أو بمعنى آخر كل ريال من المبيعات للشركة كم يقابله ريال كسعر سوقي، فأحياناً هناك شركات مبيعاتها عالية ولكن لديها مشكلة بالتكاليف أو هامش الربح وقد تكون مشكلة مؤقتة فيظهر مكرر الربح مرتفع ولكن مكرر المبيعات منخفض. الهدف: ↓ كلما كان أقل كان أفضل.
← العائد على حقوق المساهمين = صافي الأرباح ÷ القيمة الدفترية التعريف: هذا المعيار يقيس جودة الإدارة في إستثمار حقوق المساهمين بالوجه الأمثل لتحقيق أعلى عائد لإستثماراتهم وأموالهم التي وضعوها في الشركة. الهدف: ↑ كلما كان أعلى كان أفضل.
← معدل النمو السنوي التعريف: متوسط معدل النمو السنوي لآخر 5 سنوات منذ عام 2010 حتى 2014، تم إستبعاد إسمنت حائل لأنها حديثة وكذلك إسمنت أم القرى لأنها لم تنتج بعد. الهدف: ↑ كلما كان أعلى كان أفضل.
♛ طريقة لتقييم وترتيب الشركات ♛
هناك طريقة غير متبعة في التحليل المالي ولكني إستخدمتها لترتيب الشركات بالأفضلية بناء على وزن المعايير وإعطاء تقييم لكل شركة. الطريقة ببساطة هي إعطاء كل معيار وزن معين يؤثر في النتيجة النهائية ثم تقييم كل شركة من 0-10 بالأفضلية في هذا المعيار، ومن ثم جمع جميع التقييمات في نتيجة نهائية موزونة وترتيب الشركات حسب النتيجة.
• ملاحظة: النتيجة تعتمد على الوزن المعطى للمعايير فهناك من يقدّم معايير الربحية على معايير الديون وهكذا، ولكن بشكل عام الخمسة الأوائل والخمسة الأواخر لا يتغيرون كثيراً عند تجربة أوزان مختلفة وإنما يتبادلون المراكز في أماكنهم.
تعليق: في المراكز الأولى جاءت إسمنت العربية وإسمنت ينبع وإسمنت الجنوبية ولا غرابة في ذلك إذا نظرت إلى مؤشراتهم المالية، وجاء في المراكز الأخيرة إسمنت الشمالية وتبوك والجوف. نلاحظ أن الإسمنتات الشعبية مثل الشمالية والجوف دائما ينجذب لها الأفراد لرخص سعرها ولا يسألون أنفسهم لماذا هي رخيصة، فكمؤشرات مالية هي من أقل شركات القطاع جاذبية. فمثلاً إسمنت الجوف حتى لو كان إضافتها لخط إنتاج جديد سيؤدي إلى تدبيل ربحها وليس فقط زيادته 30% أو 50% بل 100% فإن مكرر الربح سيكون 9.5 لسعرها الحالي المتدني وهو أعلى من مكرر ربح إسمنت العربية حالياً. ولكن ميزة إسمنت الجوف في أنها صاحبة أقل مضاعف قيمة دفترية في قطاعها.