Sunk cost fallacy خداع ثمن الغرق.
ببساطة عندما تخسر وتكتشف خسارتك فأنت تدفع مبالغ اضافية لأنك متحسف على ما دفعت والذي لا يمكن ان يعود ولا تريد ان تقر بالخسارة.
فتغرق مبالغ اضافية مع المبالغ التي غرقت بالفعل..
تغرق باخرتك وتستقر في قعر المحيط..وبدل ان تقر بأنك قد خسرتها وأنها لن تعود. يصبح لا مانع لديك من دفع اموال اضافية لمحاولة اخراجها مع ان جميع شركات الإنقاذ تؤكد لك استحالة ذلك.
ولكن بما انك خسرت ملايين الريالات.. فخسارة مليون آخر لا يهمك لأنك ببساطه وقعت في خداع ثمن الغرق.
فالخسارة الأولى جعلتك تخسر خسارة ثانية بسبب ما يسمى في علم الاقتصاد بخداع ثمن الغرق.
وباختصار هو.. رمي المال الرابح بعد المال الخاسر.
تعمل مشروع بمليون ريال
تستأجر المحل وتستورد المعدات وتدفع قيمة الفيز. ثم بعد فترة ترى انك تغرق وتخسر والمشروع لن ينجح والأفضل عدم البدء به.. بل التوقف التام..
ولكن مع ذلك تبيع ارضك التي تسوى مية الف ريال وتضعها في هذا المشروع الخاسر وتضيع هالمية الف بسرعة.. والسبب !
لقد وقعت في خداع ثمن الغرق..لكي لا تقر بخسارة كل ما فعلت من اجار المحل والأثاث والفيز .. لا مانع لديك من ان تخسر اكثر..
فقرارك بني على ما خسرت وليس على ما تتوقع ان تستفيد منه.
تشتري تذكرة مباراة الهلال والنصر..وفي يوم المباراة تصاب بالأنفلونزا وحرارتك عالية..والطبيب ينصحك بالراحة..
إن وقعت في خداع ثمن الغرق..فأنت ستذهب ليس حباً في حضور المباراة لأنك تعرف ان مشاهدتها في التلفزيون في مثل حالتك هو الأفضل والأمتع لك.. ولكنك تذهب لكي لا تخسر قيمة التذكرة التي دفعت ثمنها ولن تستطيع ان تستردها..
ذهابك لن يرجع لك ثمن التذكرة ولكن اتعبت نفسك وزودت مرضك مرض.
ببساطة لا تريد ان تقر وتتقبل خسارتك لثمن التذكرة.. ولكي تثبت ذلك تحضر المباراة حتى لو خسرت أشياء اخرى من وقتك وصحتك..
تذهب لمحل تجاري وتقطع عشرين كيلو ثم تنظر للساعة وتكتشف انها عشر ونصف ليلا.. وانت تعرف ان المحل يقفل الساعة العاشرة ليلاً بالضبط (المفروض ترجع مباشرة وتقر بضياع وقتك)..ولكن لأنه بقي على المحل ثلاثة كيلو.. فلا مانع عندك من أن تواصل السير هالثلاث كيلوات (خسارة جديدة) لانك قطعت عشرين كيلو قبلها (خسارة غير مستردة).. ولا تريد ان يكون مشوارك بلا فائدة.. ولكن لعل وعسى انه فاتح وتخسر بسبب لعل وعسى هذه..
لقد وقعت في خداع ثمن الغرق.. ,وخسارتك رحلة عشرين كيلو جعلتك في وضع يجعلك ترضى بثلاثة كيلو اضافية مع انك متأكد أن المحل مقفل..
تقرأ كتاب من ميتين صفحة.. وبعد مية صفحة تكتشف ان الكتاب ممل وغير جيد في موضوعه ولكن بدل ان تتوقف وتبدأ بالكتاب الآخر.. تكمل الكتاب لكي لا تعترف بغرق اول مية صفحة.
يتسلف منك قريبك مبلغ من المال .. ويستمر في طلب السلف.. ويصل المبلغ الى مية الف ريال.. وهنا تبدأ تشك في أنه مماطل ولن يسدد.. ثم يطلب منك بعد ذلك خمسة الآف ريال..
أنت تعرف انه لن يسدد المبلغ السابق..,ولا اللاحق.. ولكن خوفا من الأقرار بغرق المية الف وضياعها وأن يغضب منك قريبك ويصارحك بأنه لن يسدد.. تزيد من خسارتك وتدفع هالخمسة الآف لعل وعسى.. اي لعل وعسى ..هذا هو بالضبط خداع ثمن الغرق.
ومثل ذلك في الكثير من حياتنا.
تصادق شخص سنوات وتكتشف انه ليس الصديق الصدوق ولكن تستمر معه لأنك خسرت من عمرك معه عدة سنوات ولا تريد ان تقر بها ولا مانع لديك من خسارة بضع سنوات اخرى.
زوجه تكتشف ان حياتها مع زوجها خسارة والأفضل ان تتوقف من العيش في الأحلام ولكن لأنها تنظر للخلف وترى كم خسرت وكم صبرت.. فتقول حرام بعد هالتعب انسحب. وتستمر بخسائر جديدة..
ومثلها في الدول.
دولة تدعم دولة اخرى وتدفع لها المليارات وعند الحاجة تكتشف ان هذه الدولة لا تفيدها ولا تقف في صفها. وبدل ان تتوقف عن مزيد من الخسائر تستمر في دعمها لأنها لا تريد ان تعترف ان هالعشرين سنة الماضية كانت هباء منثوراً وكانت مليارات تغرق.
تدافع عن شخص عدة سنوات ثم تكشف انه خائن.وبدل أن تتوقف عن الدفاع عنه تستمر لأنك لا تريد ان يكون عملك الماضي مجرد خسارة.. فتسقط في خداع ثمن الغرق.
القاعدة هنا هي:
خسارتك السابقة يجب ان لا يكون لها دور في قرارتك اللاحقة.
عندما تريد ان تدفع او تقوم بعمل جديد يجب ان يكون هذا القرار بناء على المعطيات الحالية الجديدة وليس بناء على عدم رغبتك في الإقرار بخسارتك السابقة.
فغالباً إذا كانت الخسارة القادمة بسيطة في مقابل حجم الخسارة الحالية. فأنت تقبل هذه الخسارة دون تردد.. وهي في الأخير خسارة.
القرارات الجديدة تسيطر عليها الخسائر السابقة.. فأفصل هذا الإرتباط.
ما فات مات .. والقرار الجديد يبنى على الوضع الجديد.
فلكل غرق هنالك ثمن.. حاول ان لا تدفعه. يكفى ما غرق .
وللمزيد عن هذا المبدأ .. تكلم عنه اليوم هادي فقيهي في احد سناباته.
المواضيع المتشابهه 
ثمن الغرق... وخداعه.. شيء مهم جداً أن ننتبه له. 
العرض الشجري
