ستستغل التنظيمات الإرهابية التدخل الروسي في سوريا لاجتذاب المزيد من المتعاطفين وتجنيد المزيد من المقاتلين، فكما أسهمت طائفية نظام الحكم في العراق في استحواذ التنظيمات الإرهابية على الشارع السني المعزول كملاذ في مواجهة تطرف الأحزاب والتنظيمات الشيعية، سيدفع الروس في سوريا بكل المحايدين إلى أحضان تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتشددة التي ستنجح في استقطاب المزيد من المؤيدين والمقاتلين باسم الجهاد ضد التدخل الروسي !
وكأن الروس لم يستفيدوا شيئا من تجربتهم في أفغانستان، فقد اختاروا مرة أخرى الوقوف إلى جوار الدكتاتور ضد الشعب، كما أن الاقتصاد الروسي المتأثر بانخفاض أسعار النفط والغاز لن يستمر طويلا في تسديد فواتير الحرب في سوريا، كما أن الدعم الدولي للتدخل الروسي غير وارد بسبب تذبذب المواقف السياسية والشكوك حيال الأهداف الحقيقية لهذا التدخل، وكل ما سيفعله الغرب هو الفرجة على الورطة الروسية واستنزافها للموارد الروسية وربما ما تبقى من ماء وجه الدولة الكبرى!
سوريا اليوم مستنقع سياسي وعسكري وأخلاقي غرق فيه الإيرانيون ومرتزقة حزب الله بعد أن ظنوا أن مهمتهم فيه سهلة على أساس أن المسرح السوري كان دائما مسرحا مألوفا للأدوار التي لعبوها في المنطقة، ولن يجد الروس أنفسهم سوى في نفس المأزق وإن أمنت لهم أسلحتهم المتطورة وقتا أطول، ناهيك عن أن التاريخ شاهد على فشلهم وخسارة كل رهان على الروس !
المزعج أن الشعب السوري سيتحمل المزيد من الشقاء والآلام قبل أن يصل العالم إلى قناعة أن بقاء شخص واحد اسمه بشار الأسد لا يستحق كل هذه الأثمان الباهظة !