السلام عليكم ورحمة الله
ايها الأخوة
في كل حدث ومصيبة ابتلينا بصنفين من الجهال والحمقى
1-المتنطعون بالرؤى:
طبعا حتى لا نسترسل بالحديث نؤمن بالرؤى ونؤمن بحدوثها وبأنها جزء من ميراث النبوة...ولكن البعض يتنطع في الرؤى ويقدمها على العقل والمنطق ويصنع مسلسل احداث طويل عريض ويخترع سيناريوهات لأحداث جسام كانت بدايتها كأس لبن قبل النوم!.. بل البعض يكره حكام أو بلدان بسبب تفسر رؤى متواترة (بحد زعمه) على فسادهم...وحتى لا أطيل ارجعو الى الانترنت وشاهدوا تفسيرات الرؤى خلال ال15 سنة الماضية وستنتابكم نوبات الضحك والبكاء معا من كثرة ما قيل من العجائب في مقاطع و مقالات بالمجلدات وعلى سبيل المثال ما ذكر عن صدام وبن لادن..وعن السفياني والقحطاني وعن فتح بيت المقدس في عام 2012 والان اين هم واين بيت المقدس ..حتى أن البعض يكاد يقسم بحدوث ذلك.....الرؤى التي وردت في القران كانت واضحة وقابلة للتفسير كما وردت في قصة يوسف...ولكن ان تكون بهذه الشكل واستخدام مصطلح علم الحديث (التواتر) فهو مثير للشفقة والاحباط من حالنا..وردي لكل من يقول الا تؤمن بالرؤى هو بلى ولكن هل أنت تؤمن بأضغاث الاحلام ؟
2-الباحثون عن المهدي:
هناك من يحاول اسقاط الاحداث على الاحاديث الواردة عن نهاية الزمان واسقاطها على الواقع..وربما شد الرحال شرقا وغربا بحثا عن المهدي..وهذا من المؤلم ومن الجهل المطبق...من عدة أوجه
1- المنهج الذي سيطبقه المهدي بيننا فلماذا لاتلتزم به؟
2-مرت على الامة الاسلامية محن والام تفوق كل تصور ومن يصدق ان الصليبيين كانوا في الشام على مدى 90 عام والمغول واجتياحهم كان مولم جدا...وأكاد اجزم ان الكثيرفي ذلك الوقت تعلق بالرؤى واحداث نهاية الزمان ولكن!!
3- المهدي يهديه الله في ليلة ويبايع بين الركن والمقام فهو من سيأتي اليك ولن تحتاج ان تذهب اليه
4- حكامنا ولله الحمد يقيمون الشرع والتوحيد فلماذا لا ندعوا لهم وندع عنا كثرة التفكير فيما لايفيد ولا ينفع ونثق فيهم فهم اهل دين وعقل وحكمة وهم ليسوا ملائكة والكمال لله..ولكن من يطلب ان يكون الحاكم دون خطأ فهو يطلب نبيا من الانبياء او وليا من الاولياء وهذا لا يوجد..
هذا من ما شاهدته عن سلوك الناس في الايام العصيبة وأعتقد أنه محاولة نفسية للهروب من واقع مؤلم بالبحث عن المبشرات حتى لو كانت بين طيات أضغاث أحلام العامة...أو في متون الاحاديث الضعيفة
ودمتم بخير وعافية وسلامة في الدين والدنيا والأمة الاسلامية