قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم ( مَنَعَتْ العراقُ درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مُدَّها ودينارها ، ومنعت مصر أردبها ودينارها ، وعدتم حيث بدأتم وعدتم حيث بدأتم وعدتم حيث بدأتم ) يقول النووي رحمه الله " منع خيرات مصر والعراق والشام بسبب استيلاء النصارى عليها ، إما استيلاء مباشرة أو غير مباشر ، لما في هذه البلاد الثلاث من الخيرات العظيمة .
وهذه الحرب التي ستكون بين المسلمين وبين الروم كما أسلفت بيننا وبينهم صلح ، وصلح آمن ويغزون مع المسلمين عدوا من غير المسلمين " يحتمل والعلم عند الله يحتمل أنها إيران وما يتبعها من أهل الرفض ، لأنه جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه – وانظروا إلى ترتيب هذه الجُمل مما يدل على ما ذكرته – والعلم عند الله ، لكن هذا احتمال – قال عليه الصلاة والسلام ( تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ، ثم تغزون فارس ) ومن يتبنى الفرس إيران ( ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ، ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحه الله عليكم ) إذاً بيننا وبينهم صلح ، لكنهم يغدرون بعدما نقاتل هذا العدو الذي ليس منا ولا ينتسب إلينا ، قال عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود ( ستصالحون الروم صلحا أمنا فتغزون أنتم وإياهم عدوا من سِواكم ، فتسلمون وتغنمون ) يعني يحصل أمن وغنيمة ( فتسلمون وتغنمون ، فإذا نزلوا بمرج ذي تلال ) يعني الروم والمسلمون نزلوا جميعا ( رفع رجل من الروم الصليب فيقول غلب الصليب ، فيقوم رجل من المسلمين فيقتله ) فتقع الملحمة الكبرى بين المسلمين وبين النصارى ، وهذه الملحمة الكبرى ستقع في سوريا قريبا من حلب ودمشق ،لأنه جاء عند مسلم ( أن الروم ينزلون بدابق وبالأعماق ) وهي قريبة من حلب ، ومما يدل على دمشق قوله عليه الصلاة والسلام كما في المسند من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال ( إن فسطاط المسلمين ) يعني مكان تجمعهم ( إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق من خير منازل المسلمين يومئذ )