أمسكتُ قلمي لأُسطر لكَ ـ يا ولدي ـ هذه الكلمات التي تسابق دموعي، أكتُبُها و في قلبي مشاعر مزدحمة من الحزن والخوف،أما صوتي المتهدج فممزوج بالقلق و الألم ، أكتُبُها لأقول لك: في ظلِّ ما يشهدُه العالم من تحوُّلات، أقصدُ من دمار بآسم التغيير..و جرائم قتل و آغتيال بآسم الدين.. و حروب مُدمية و نزالات أزلية عُنوانُها التشنج الطائفي و الايديولوجي..صِرتُ أخافُ أن تخرُج للحياة فيسلبوها منك يا ولدي.. *أخافُ عليك يا ولدي من عالم موحشٍ تُسلب فيه الأرواح بآسم الدين .. و لإن كان مصيرُك أن تُقتل على يد من يدَّعون أنهم يُقاتلون من أجلِ الدين..فلتَعِش بداخلي للأبد..فأنا لن أرضى لحياتك أن تُهدر و لا لروحك النقية أن تُدنَّس..
*أخاف عليك يا ولدي وطوفان المخاوف يزلزل قلبي عليك، كيف لا أخاف عليك وأنا أسمع عن شباب سحقتهم المخدرات، وضيعتهم المسكرات، كيف لا أخاف يا ولدي، وأنا أرى شبابا أحرقوا أوراق حياتهم بالضياع والانحراف، كيف يا ولدي و صور أشخاصٍ قُتلوا في ريعان شبابهم بآسم الدين.. *أخاف عليك ياولدي..أخاف أن تخرُج إلى هذه الدُّنيا لترى الخراب و الدمار..أخاف أن يتجرأ أحد ويضربك ويؤذيك ولا أحتمل ان تخرج قطرة دم منك .أخاف عليك و أتمنى لو أنّي أُخفيك بروحي لكي لا يصيبك أذى.. أخافُ عليك يا ولدي من أُمة تسودها التفرقة..فأُمتنا يا ولدي مٌمزّقةٌ مقسّمةٌ ..يتقاتلُ فيها بنو الوطن الواحد بعضهُم البعض.. أخافُ عليك يا ولدي من قلوبٍ لا تعرف الرحمة طريقا إليهم.. *أخافُ عليك يا ولدي من أمم.. حُكامها تحكمُ شعوبا ..تتغذى على دَمهم ..تنهبُ أموالهم..تُجوِّع أطفالهم و تُشرِّدهم..وتدّعي حمايتهم من الأخطار..