يعتبر الموقف الرسمي المصري من النظام السوري من أكثر المواقف السياسية العربية ضبابية , فهو لم يعلن [IMG]http://www.al-muthaqaf.net/index/*******s/myuppic/055e64f2501c72.png[/IMG] يقف موقفاً حازماً ليدين كغيره من الدول العربية جرائم النظام السوري ، وظل موقفه السياسي شبه مبهم وغامض ، في مقابل موقف إعلامي داعم تماماً للنظام السوري حيث يرى هذا الإعلام الذي يديره ثلة من القوميين والناصريين واليين أن كل ما جرى ويجري في سوريا هو مجرد مؤامرة على حزب قومي مناضل الهدف منه كسر شوكة النظام السوري لإضعافه في مواجهته الطويلة مع الكيان الصهيوني. وقد برز الموقف الإعلامي الداعم لبشار الأسد جلياً به في الزيارة التي قام بها الوفد الإعلامي المصري رفيع المستوى مؤخراً إلى دمشق تلبية لدعوة رسمية سورية لزيارة دمشق من أجل الوقوف على تطورات الأوضاع السياسية. وهي دعوة جاءت بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية. والتقى الوفد الإعلامي الذي يضمّ صحافيين من مؤسسات مثل «الأهرام» و«الأخبار» وعدداً من إعلاميي الفضائيات الخاصة، برئيس النظام السوري بشار الأسد، وبعدد من كبار المسؤولين السوريين، وقد أعرب الوفد عن دعمه الكامل لبشار الأسد في حربه ضد الإرهاب العالمي الذي يستهدف سوريا قلب العروبة النابض .
وقد تزامنت هذه الزيارة مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حلف ثلاثي لمحاربة الإرهاب يضم كلاً من روسيا ونظام بشار الأسد ودولة مصر ، وقال ان التنسيق لهذا المحور تم التفاهم عليه بعد زيارة السيسي إلى موسكو مؤخراً.
وقد اعتبرت الدوائر السياسية المعارضة أن الاتفاق الذي ضم مصر مع روسيا وسوريا هو بمثابة حلف ضد الشعب السوري وضد الثورة السورية ، ورأوا في موقف القيادة المصرية التي منعت قيادة الائتلاف الوطني السوري من تمثيل مجلس سوريا في مؤتمر القمة العربي الأخير الذي عقد في القاهرة قبل عدة أشهر مؤشراً واضحاً على موقفها العدائي تجاه كل ما يمثل الثورة السورية.
ومما زاد من مخاوف المعارضة الثورية من الموقف المصري المبهم ترحيل مصر لكافة المعارضين [IMG]http://www.al-muthaqaf.net/index/*******s/myuppic/055e64f56f3eec.png[/IMG] السوريين تحت ذرائع مختلفة ، تارة تحت تهم الأخونة، وتارة تحت تهم إثارة المشاكل مع دولة شقيقة ، ويرى أغلبية المعارضين السوريين أن مصر ستحذوا حذوا تونس وهي ذاهبة حقيقة إلى إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري في المستقبل القريب ، وقد عزز ذلك حديث بشار الأسد إلى مدير مكتب قناة المنار في القاهرة (عمرو ناصف) الذي زار سوريا , وأجرى حواراً مطولاً مع بشار الأسد أكد فيه التنسيق الأمني الكامل بين سوريا ومصر, حيث قال بشار الأسد(أن سوريا هنئت عبر قنوات وزارة الخارجية السورية الرئيس عبدالفتاح السيسي على تطهير مصر من رجس الحكم الإخواني ، ودعا القاهرة إلى لعب دور إقليمي يليق بمكانتها الطبيعية، وأكد وجود تنسيق أمني مشترك قائم بالفعل بين البلدين ,و يسير على قدم وساق في إطار مكافحة الإرهاب بكل مسمياته من داعش إلى الإخوان) .
وقد فجر الفريق المتقاعد سامي حسن قنبلة من العيار الثقيل حين أكد عن إرسال القوات المصرية سفينة أسلحة محملة بمعدات عسكرية لمشاركة نظام بشار الأسد في قمع الشعب السوري..وقال الفريق "سامي الحسين" عبر حسابه على موقع بتاريخ 22/7/2015 أنه تم إرسال سفينة تجارية أوكرانية محملة بأسلحة ومعدات عسكرية خفيفة ومتوسطة من بلادنا إلى النظام السوري.._وأضاف سامي حسن بأن من أشرف على مهمة ارسال السفينة المحملة بالأسلحة الى سوريا هو الفريق "صدقي صبحي" بتنسيق مع وزارة الدفاع السورية.
وكانت مواقع ثورية محسوبة على «الجيش السوري الحر» صورت صواريخ مصرية من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي، قالت إن الجيش السوري النظامي استخدمها في قصف مناطق سورية وتحديدا في مدينة الزبداني.
ويرى مراقبون سوريون في هذه الخطوة ترجمة عسكرية للتقارب السياسي المصري ـ السوري الأخير، والذي [IMG]http://www.al-muthaqaf.net/index/*******s/myuppic/055e64f7230497.png[/IMG]تحدث عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقاء تلفزيوني معه , ونشر على محطة فضائية مقربة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكشف فيه عن وجود تعاون أمني مصري سوري عالي المستوى، ولمح إلى احتمال وصول مبعوث مصري قريبا إلى العاصمة السورية،
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أعرب عن استعداده للقاء المعلم في أي وقت، ولمح إلى إمكانية إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى الدولة السورية، وهو ما يرى فيها متابعون للشأن المصري بأنها رسالة تودد من القاهرة إلى دمشق حيث أن العربي لا يصرح بمثل هذه التصريحات دون المرجعية المصرية، حسبما يرى المراقبون، ويؤكد الإعلامي السوري ( سمير متيني) أن علاقات قوية تربط كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسفير السوري السابق في القاهرة يوسف الأحمد زوج ابنة عم بشار الأسد عبير الأسد الذي لايزال يتردد على القاهرة بصفة شخصية، وان هذه العلاقة تمتد لسنوات طويلة منذ فترة حكم الرئيس حسني مبارك..
ويبقى الموقف المصري ضبابياً وغير واضح المعالم تجاه ما يجري في سوريا لكن الراجح ان توافقاً روسياً سوريا مصرياً سيظهر على العلن قريباً لمحاربة الإرهاب في المنطقة ، ويرى الكثير من السوريين ان أي تحالف مع موسكو الداعمة لبشار الأسد هو في واقعه تحالف لقتل السوريين وليس سوى ذلك .