في مقالي هذا أعتذر من جرأتي الزائدة...
وقد اختلطت فيه عناويني فعنونت له بعنوانين لأني لم استطع تفضيل بعضها على بعض ..
ولولا خوفي من مستقبل مقبل يزداد فيه الأمر سوءاً لآثرت السكوت على الكلام ..
وأعلم أن تياراً من النقد الجارح سيأتيني ..
ولكن هل نسكت ثم نتخاصم ونتعادى ويبغض بعضنا بعضاً ثم نتقاطع ونتهاجر من أجل أن لا يغضب علينا جمهور النساء ..
فهل غضب المرأة أيا كانت أشد من غضب الله وهل هجرها كهجر أمر الله؟ !
أيها القارئ الكريم نعلم جميعاان الموت يفرق الجماعات وهو مكروه من كل حي ..
ولكن وجدنا في زماننا من تهاجروا سنوات تبعاً لتوجهات النساء ثم جمعتهم مصيبة مات فيها أحد إخوانهم فأصبح مفرق الجماعات يجمع جماعتهم والنساء من قبل فرقن جماعتهم ..
فأيهما أولى بالوصف الموت أو النساء ..
أصبحت علاقات بعض بيوت المسلمين اليوم بين الإخوان والأخوات علاقة باردة وميتة ومبنية على المجاملة وما فيها ألفة أو مودة إلا من رحم الله ..
بل أصبح الارتباط بالإخوان والأخوات مبني على مزاج الزوجات فنسالم من سالمت المدام ونعادي من عادت ..
وأي بيت تجد فيه المدام الراحة والانسجام فحبل الود مع أهله موصول وأي بيت لا ترتاح فيه المدام فنحن لانألفه ولا نألف أهله ونتنائى عنه ما أستطعنا لذلك سبيلاً..
وماكنا نعتقد أن الأطفال يتهاجرون اسابيع أو شهور إلا في هذا الزمان وقد كانوا بليلهم يتغاضبون وبصبحهم يلعبون وما في قلوبهم على بعضهم غيرة أو حسد أو تنافس بعيد المدى يطول ويطول لولا تغذية النساء المؤثرة على نفوس الأطفال وعدم ردعهن للأطفال حين يتخاصمون ويتهاجرون..
لو فتشت بدقة وراجعت بعناية وسألت عن القضايا الأسرية في المحاكم لوجدت شرارة وقودها من امرأة أو طفل أيدته امرأة ثم تتابع الكبار على تأييده ..
ولست في مقالي هذا متحاملاً أو مبالغاً..
ولكن من باب كشف سبب الداء الذي يفتك بمجتمعاتنا ويجرها للقطيعة والخصومة ..
إنه أمزجة النساء الغريبة وغيرتهن الشنيعة ومحاولة التعالي على الغير والاعتداد بالنفس وكأن الكون كله ينبغي أن يكون لها وتحت أمرها..
و المرأة تغلبها العاطفة فإن غضبت على قوم ترى أن الجميع لا بد عليهم يغضبون وإن رضيت على قوم لا بد أن نكون عنه راضين ..
ولذا تحزبت مجتمعاتنا وبيوتنا وأصبحت ملامح الحزبية واضحة في الأسر والمجتمعات والزيارات والجلسات ..
كل ذلك لأن رؤوس رجالنا أصبحت لهن طائعة ولرضاهن ساعية وغاب دور الرجال في اتخاذ القرار وتفرعن النساء وتسلطن وتخلى كثير من الرجال عن القوامة وأصبح في بيته كالحمامة يدعو إلى السلام ويخشى غضب المدام ..
ولست أدعو للعنف والجبروت ومجاوزة الحد والطغيان في القوة والشدة بل ندعو للعشرة بالمعروف مع الاحتفاظ بالقوامة واتخاذ القرار كي تبقى مجتمعاتنا متآلفة وبيوتنا متوافقة ومودتنا باقية وأرحامنا موصولة وأسرنا متكاتفة نفرح لفرح الإخوان والأخوات ونحزن لحزنهم ولا ننفر من أحد منهم ولا نغرس في نفوس ابناءنا القطيعة والخصومة ونربيهم على الحقد والكراهية ..
وهذا المقال لست فيه أحكم على كل النساء بالبلاء ففيهن نقيات تقيات مؤمنات صادقات صالحات مصلحات ولكن نخشى على مجتمعاتنا من بلاء بدت تلوح لنا ركائبه وتبرز لنا معائبه ..
جمع الله شملنا وأصلح الله نسائناوأبنائنا ورجالنا وبناتنا وجعلنا الله على الخير والهدى متعاونين ومتآلفين .. اللهم آمين 🌹💚🌹