يرى المحلل السياسي الأردني سميح العجارمة أن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب، حيث ستندلع بين روسيا ودول أوروبا وأميركا، وستعلن هذه الحرب نهاية إيران، وتحويلها إلى أشلاء دويلة، داعيًا الدول العربية إلى الالتفاف حول السعودية، وتنصيب الملك سلمان قائدًا لها للنجاة من نيران الحرب الحارقة التي ستأتي على كل شيء إذا اشتعل فتيلها.
وقال العجارمة: “لا نستطيع أن نغض الطرف عمّا يصدر من أوروبا وروسيا وتركيا من إشارات قوية، لدى تجميعها تؤشر إلى حقيقة واحدة، مفادها أن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة، فالاعتقاد السائد منذ عقود أن شرارة الحرب الكونية الثالثة ستنطلق من واشنطن، ولكن شبه الثابت الآن أن الشرارة ستكون من القارة العتيقة أوروبا، ولكن بقيادة أميركية مطلقة، فبريطانيا تعلن إمكانية نشر صواريخ نووية أميركية على أراضيها، والدب الروسي يرد بصرامة مهددًا بمسح أوروبا وأميركا من الخارطة خلال 15 دقيقة إذا استشعرت روسيا خطرًا، وتركيا تسقط طائرة روسية، وتطلب اجتماعًا طارئًا لحلف الأطلسي”.
وأضاف: “كل هذا طفح على جلد الكرة الأرضية الملتهب، ففي العمق مرض الأرض الحقيقي المتمثل بالصراع على المصالح ومناطق النفوذ في الدول العربية المنهارة، ولقد اشتعلت الحربان العالميتان الأولى والثانية لأسباب أضعف بكثير من الأسباب المتوافرة في هذه اللحظة التاريخية، واللحظات التاريخية يمتد عمرها من أشهر إلى بضعة أعوام، خلالها تنفجر الحرب العالمية الثالثة، وأمتنا العربية ستكون وقودها، إلا إذا تمسك العرب بطوق نجاة لا انفصام له، ولن نغرد بأحلام الوحدة العربية لننجو من نيران هذه الحرب الطاحنة المقبلة لا محالة، بل نستقرئ أن طوق النجاة لأمتنا هو بالالتفاف حول المملكة العربية السعودية بوصفها دولة الثقل السياسي الفاعل على أرض الواقع الدولي، وحول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بوصفه قائدًا عربيًا، أثبت أنه حازم لا يتردد بنقل القرارات التي يتخذها من الورق إلى إنجازات ملموسة كما في الملف اليمني، وبما يحقق المصلحة العليا للأمة العربية، ففي أتون الحرب العالمية الثالثة المصلحة العليا للعرب قضية وجود أمة، وليس مجرد قضية حدود أو مكاسب أو خسائر اقتصادية وبشرية”.
وأردف: “نذهب بعيدًا في هذه الرؤية الاستشرافية لمستقبل أمتنا العربية والإسلامية؛ لأننا نلمس خطرًا حقيقيًا يلفنا من كل جانب، ومن المؤكد أن خطر الحرب العالمية الثالثة يمتص جميع الأخطار الأخرى، كالملفات المشتتة في سورية واليمن وليبيا، ويجب أن يبقى الهدف العربي الأسمى والوحيد هو النجاة من الحرب العالمية الثالثة، ولن تستطيع أية دولة عربية منفردة أن تنجو منها؛ لذا لا بد أن تكون في الدول العربية دولة واحدة قائدة لإستراتيجية عربية ندعو لها، تهدف هذه الإستراتيجية إلى إنقاذ العرب دولًا وأمة وشعوبًا من حريق الحرب العالمية الثالثة”.
ولا شك أن العمود الفقري لهذه الإستراتيجية هو توافق الدول العربية على الدولة العربية القائدة التي يخضع لها العرب فيما يشبه الوحدة المؤقتة دون الاندماج إلى أن تمر فصول الحرب العالمية المقبلة، ومواصفات الدولة القائدة التي يرضى العرب بها تجتمع في المملكة العربية السعودية؛ لما تمثله من ثقل سياسي، وثقل عسكري واقتصادي، وبُعد ديني معروف، والأهم ما تتمتع به القيادة السعودية الحالية، ممثلة بخادم الحرمين الملك سلمان، من إدراك عميق لما يدور في العالم، ووضوح رؤية لدى هذه القيادة التي استطاعت بفترة قياسية السيطرة على خطر الإرهاب في المنطقة، ومنعه من التوسع، واستطاعت إعادة الشرعية إلى اليمن، والحد من المد الإيراني”.
وتابع: “أما إيران فلن يبقى منها إلا أشلاء دويلة بعد الحرب العالمية الثالثة؛ فحكام طهران وضعوا بلادهم في الحلف الروسي وجمهورياته المتهالكة، وبهذا تكون مرجعيات إيران من بقايا الفرس الذين فرضوا أنفسهم حكامًا للشعب الإيراني قد دمروا بلادهم مرتين، الأولى من خلال أحلام طموحاتهم الإمبراطورية؛ إذ استطاعت السعودية تمريغ هذه الأحلام الفارسية بالوحل اليمني، وتحويلها إلى كوابيس، والثانية الدمار المقبل على الإيرانيين وبلادهم ودولتهم المريضة في الحرب العالمية الثالثة، فروسيا الحليف المخادع لإيران سيكون جلّ اهتمامها هو تقليل خسائرها البشرية ودمار مدنها؛ لذا ستجعل انطلاق صواريخها برؤوسها النووية من الأرض السورية والإيرانية، تلك الصواريخ الروسية مثل توبل العابرة للقارات، التي تُدعى (الشيطان)”.
واستطرد: “نحن نعلم أن روسيا بدأت بحفر أنفاق في جبال اللاذقية وطرطوس ومخططات لنصب صواريخ (إسكندر الشرير) وصواريخ (ثاد)، والمخطط الروسي يهدف كذلك لزرع 700 صاروخ بقدرات تدميرية دقيقة وفائقة خلال الشهرين المقبلين، وهي موجهة ضد تركيا وقبرص واليونان والأردن والعراق دون فلسطين المحتلة حفاظًا من موسكو على إسرائيل، وفي اتفاق سري بين موسكو وطهران يقضي بوضع منصات إطلاق صواريخ عابرة للقارات في مواقع إيرانية محددة؛ لذا سيكون الرد الأوروبي الأميركي النووي موجهًا ضد إيران وسورية بالقدر نفسه الموجّه ضد موسكو والمدن الروسية، وبهذا يكون طغاة إيران تسببوا بدمار بلادهم، وجعلها وقودًا للحرب الروسية الأوروبية الأميركية، وهذه نتيجة طبيعية للمراهقة السياسية التي يمارسها ملالي إيران وطغاتها”.
وختم العجارمة تصريحاته قائلًا: “عندما يقال (فلتذهب إيران إلى الجحيم) فعلى العرب إذا أرادوا ألا يذهبوا للمصير ذاته أن يبدؤوا بإعداد إستراتيجيتهم لمواجهة الحرب العالمية الثالثة، والنجاة منها بالتمسك بالطوق السعودي الأقوى عربيًا وإقليميًا في هذه المرحلة الأكثر