الحياة برمتها مد وجزر .. كان العرب يصفون اليمن بالسعيد ، والشام شامك لو الزمان ضامك .. جدي
واجدادكم قبل اكثر من 100 عام كانوا يهربون من فقر نجد لجنان الهند والزبير والشام ، ماحال تلك
الجنان اليوم ؟!!
الحياة ولا شك مد وجزر .. عندما توفي الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله 1402 كان سعر النفط قد بدأمشوار النزول من قمته التي حققها عام 1400 عند سعر 38.50دولار للبرميل ليتولى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله مقاليد الحكم من بعده والنفط حينها ماضي في مشواره نحو قيعان سحيقه
حتى بلغ عام 1407 سعر 11 دولار ، كل هذا كان بالتزامن مع الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 التي كانت السعودية حينها شريك استراتيجي في تلك الحرب من خلال دعمها للعراق .ولان الحياة مد وجزر فكأنما التاريخ يعيد نفسه عندما توفي الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله مع بداية النفط في مشواره نحو قيعان جديدة مابعد الطفرة النفطية "الثانية" ليتولى ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في وقت لاتزال اسعار النفط تواصل نزيفها ، ثم يفرض علينا مخططات الاعداء الدخول في حرب مباشرة عبر اليمن ، وحرب دبلوماسية هنا وهناك ، ومساعي حثيثة لاستعادة حلفاء فقدناهم طوال عقد مضى من باكستان وحتى شرق اسيا ومرورا بلبنان حتى افريقيا , وفوق هذا وذاك عودة اللوبي السعودي بقوة الى امريكا التي اوشكت ان تبيعنا الى لوبيات اخرى شغلت مكان السعودية طوال عقد مضى .. عندما حان وقت المصاريف المالية التي يقتضيها الموقف السياسي ومخاطرة على بلادنا على وجه الخصوص وبلاد العالم العربي والاسلامي على وجه العموم كان ذلك بالتزامن مع نزول النفط ومن يقرأ التاريخ بدقة وعناية سوف يجد تصاريف الحياة تسير على هذا النهج " مد وجزر " رخاء وشده ، لذا يجب ان ننظر للامور بنظرة شمولية
واستراتيجية وعقدية ان كنا مؤمنين ، وان ارزاقنا ليست وقف على ميزانية او وظيفة او فرصة تضيع هنا او هناك ، انما هي اقدار الله "إنا كل شيء خلقناه "
لذا اخشى ان نكون كمن يدعي الايمان من خلال صلاوتنا وصيامنا ثم عندما يأتي المحك نصبح كالذين قال عنهم الله تعالى : "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"
اما الذين يتحدثون عن توزيع الثروة بعدل وانه لايوجد خطط ..الخ كل ماتقوله "حق" لكن تأكد ايضا ان فتنة عثمان بن عفان انطلقت من هذه الدعاوي .
وان كنت قد حيرتك بين اليوم والامس فاسال نفسك واجب .. من هو مقسم الارزاق؟!
وهالك الامم ؟!
ومدمر القرى ؟!
ولماذا؟!
اجمل ماقرأت للاستاذ جاسر الماضي طرح راقي بأسلوب سهل وممتع