هو سر أفشته المماثلة والمشابهة، ونبوغ الحزم والحلم، علم وعمل، تطابق فيه «الولد سر أبيه»، المثل الدارج على ألسنة العرب من المحيط إلى الخليج منذ سالف العصر والأوان، على سلمان بن عبدالعزيز (الملك)، وابنه الأمير الشاب، ليصبح (محمد بن سلمان) سر أبيه الذي أفشته الأفعال والجدارة.
توارث الشبه بين الابن وأبيه لم يقتصر على الأفعال فحسب، بل تعدى ذلك إلى الشبه المحسوس لصورة الأمير الشاب وجده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس الكيان السعودي، الذي ورث عن أبيه أيضا «جينات» شجاعة «معزي» التي نطقت أفعالها بعد تزعم (الجنرال المدني) حلفين عسكريين أسستهما طموحات وزير الدفاع السعودي لصنع هيبة عسكرية عربية وإسلامية تتصدى لإرهاب الفكر والجرم قبل أن يتم عامه الأول منذ تسلم حقيبته الوزارية، ليصطف «التحالف الإسلامي» المنبثقة إدارته من عاصمة بلاده جنبا إلى جنب «الناتو» و«وارسو» وتحالف القوى الخمس، ويسير على خطى بلاده المؤسسة لحلف «درع الجزيرة» العسكري، على خطى «الشجاعة السعودية».
ويبدو أن الأمير الحقوقي تشرب خلاصة تجارب مؤسس البلاد وأبنائه الملوك، من نبع الرجل الأكثر ملازمة لهم، التي أظهرتها أعماله رئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يضم على جنبات طاولته «البيضاوية» 22 وزيرا، إضافة إلى الأمين العام لمجلس الوزراء، الذي عرف محمد بن سلمان عن كثب إبان عمله مستشارا متفرغا لـ(هيئة الخبراء) العام 2007، قبل عملهما سويا في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي باتت سرعة اتخاذ القرار فيه مضرب مثل، لدى المجتمع السعودي الذي لمس تغييرات وزارية وتنظيمية وتشريعية سريعة منذ تأسيسه.
وإلى جانب الخبرة (الملكية) لحكام الدولة السعودية الثالثة، كان دخول الأمير محمد بن سلمان للمعترك السياسي مختلفا عن غيره، إذ تمرس بخبرة العمل التطوعي الخيري، بدعمه تطوير المشاريع الناشئة، والتشجيع على الإبداع، من خلال ترؤسه مجلس إدارة مؤسسة خيرية حملت اسمه، وأحب أن يرمز لها بـ(مسك الخيرية)، الهادفة إلى تمكين الشباب السعودي، وتعزيز تقدمهم في شتى المجالات، ويضاف إلى ذلك العمل الدؤوب في إدارة مركز الملك سلمان للشباب، وعضوية جمعيات سعودية خيرية عدة، وهو ما استقى منه الإنجاز والتدخل السريع، والعمل بأساليب المبادرات، وورش العمل والعصف الذهني.
ترأس الأمير الثلاثيني ورشة عمل مبادرات برنامج التحول الوطني، تحت مظلة (مركز الإنجاز والتدخل السريع)، الذي عملت ورشه على مضاعفة قدرات الاقتصاد الوطني في مختلف جوانبه، وعلى إطلاق حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والتنموية، ليكون ذلك خير دليل على نمط إدارته ورغبته في الإصلاح والتغيير التنموي والاقتصادي والمجتمعي، والسعي إلى تحقيق رؤية الملك الحازم لتحقيق الرفاه لأبناء الأرض السعودية.
رؤية ملك وولي عهد، و(هقوة) شعب، وجدت لـ(فنجالها) فارسا، تنقل بركض (عبيته) على السرجين العسكري والاقتصادي، ممسكا خلالها بـ(عنان) التطلعات، التي أفشى عدوها دون عثور جدارة (محمد بن سلمان) بأن يكون (سر أبيه).