من يقرأ تاريخ الفتوحات الاسلامية لبلاد فارس ( ايران ) .. يجد أن أوضاع تلك الأرض في ذلك الزمان تتشابه كثيراً مع ما يحدث الآن !
كان النظام في بلاد فارس نظام اقطاعي والشعب مقسم الى طبقات , مثل ما يحدث اليوم مع طبقة العمائم و المواطنين العاديين و العرب الاحواز .
التاريخ يحدثنا بأن الفارسي يشحذ سيفه و يقاوم أشدّ المقاومة ولكن عندما تتمكن منه فإنهُ ينهار أشد الانهيار حتى أنه يسلم لك سيفه المشحوذ لتقص به عنقه ...
- الفتح الاسلامي بدأ في عهد ابو بكر الصديق رضي الله عنه مع قائد المسلمين المثنى بن حارثة والذي استطاع فتح بعض المناطق المجاورة لمنطقة السواد .
- في عهد الفاروق عمر، حاول أبو عبيدة الثقفي غزو إيران من الجنوب الغربي عن طريق عربستان, والتقى بالفرس في موقعة الجسر سنة 13هـ, وكانت قوة الفرس كبيرة مما أدّى إلى هزيمة المسلمين وقتل قائدهم .
- أكمل المسلمون فتح إيران بقيادة سعد بن أبي وقاص سنة 14هـ, إذ ألحق جيش المسلمين بالفرس هزيمة نكراء في موقعة القادسية التي كانت إحدى معارك المسلمين الكبرى.
- واصل المسلمون تقدمهم في الأراضي الإيرانية, وتمكنوا من فتح الجزء الجنوبي من إيران, بينما تقهقر ملكهم يزدجر الثالث إلى منطقة أصفهان في وسط إيران, وأخذ يجمع الجند في محاولة لاسترداد ما ضاع منه, وتقابل المسلمين وجند يزدجر في معركة جلولاء سنة 18هـ انتهت باندحار يزدجر وجيشه وتقهقره صوب أصفهان.
- ظل يزدجر يحشد جيشاً جرّاراً التقى بالمسلمين في موقعة نهاوند الفاصلة سنة 21هـ, حيث انتصر المسلمون انتصاراً مبيناً, ولم تقم للساسانيين قائمة بعدها, وغنم المسلمون مغانم كثيرة مما جعلهم يسمون هذه الموقعة "فتح الفتوح".
- استغرقت سيطرة المسلمين على جميع الأراضي الإيرانية عشر سنوات بسبب اتساع البلاد ووعورتها .
كُتاب التاريخ الايراني أنفسهم و المتعمقين في فهم ( النفسية الفارسية ) تحدثوا قائلين :
*جماعات غفيرة من أصناف الإيرانيين تعاونوا مع الفاتحين المسلمين في القضاء على تظام كسرى .. منهم قادة في الجيش الكسروي .
*عدد المقاتلين المسلمين في فتح إيران لم يتجاوز 60 ألفًا، وكانوا يفتقدون إلى ما كان عند الجيش الإيراني من عدّة وعتاد وآلة الحرب وفنون القتال، بينما كان سكان إيران آنئذ يبلغ 140 مليونًا منهم عدد غفير من الجنود. حجم سكان إيران إذن كان كافيًا لأن يضيع فيه المقاتلون المسلمون. ممّا يدل على أن الفتح كان وراءه الشعب الإيراني نفسه أيضًا.
بعد كل هذه الجولة الممتعة في سبر كتب التاريخ .. يجب أن نعي ونفهم أن العرق الكسروي لم يمت , والتعامل مع استفزازات ذلك العرق الخبيث يحتاج الى يد صارمة و حازمة .. وكلنا أملٌ بالله سبحانه وتعالى ثم بـ سلمان الحزم ... لا ليوقف ايران أو يؤدبها .. بل ليستعيد لنا نحن المسلمين السنة بلاد فارس تلك التي تعتبر (( ورث من ميراث عمر بن الخطاب رضي الله عنه )) .