19-12-2015 10:53 AM
ينتشر في دول الخليج العربي نحو نصف مليون لبناني ،ويشغلون حيزا مهما في الاقتصاد الخليجي،من حيث الاستثمارات والوظائف المختلفة.ومع أن تحويلاتهم المالية الى لبنان توازي نصف تحويلات المغتربين اللبنانيين في بلاد الانتشار ،الا أن معظمهم لا يعتبر نفسه على لائحة الاغتراب لاسباب عدة شرحها أمين سر مجلس العملِ والاستثمارِ اللبناني في المملكةِ العربیةِ السعودیةِالسيد ربيع الأمين،في كلمة القاها في المؤتمر الاقتصادي الاغترابي الذي شهدته بيروت مؤخرا برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري،ونظمتهمجموعة الاقتصاد والاعمال.
وكانت قد بدأتْ رفوفُ اللبنانیینِ تنتشرُ في منطقةِ الخلیج العربيّ عامة ، والسعودیةِ خاصة ، منذ أواخرِ الخمسینیاتِ معَ بدایةِ عصرِ الطفرةِ النفطیةِ ، وبتزایدٍ مستمرٍ ؛ حتى وصل العدد الیومَ إلى ما یقاربُ خمسمائةِ ألفٍ .ونجح اللبنانیونَ في معظمِ القطاعاتِ التي عملوا بھا من الإنشاءاتِ والمقاولاتِ إلى التأمینِ والإعلانِ مرور اً بالقطاعینِ السیاحيّ والاستشاريّ ، وإلى قطاعاتٍ عدة ، وكانوا محطَّ ترحیبٍ وثقةٍ في معظمِ الأماكنِ التي حلوا بھا..
يتحدث الأمين في كلمته عن الفرصُ والتحدیات في المملكة خلال المرحلة المقبلة فيقول "إننا اللبنانیینَ المقیمینَ في الخلیج عموماَ، وفي السعودیةِ خصوصا لا ننتمي إلى فئةِ الاغتراب.فحضورُ نا المرحب به في البلدانِ المضیفة مؤقتٌ ، ومرتبط بعقودِ عملٍ، وبتراخیصَ استثمارٍ ، ومآ لُنا الأخیرُ ھو العودة إلى لبنانَ كأشخاصٍ ، وعلى المؤسساتِ أن تتابعَ مسیر تَھا مع قادمینَ جدد. .یطیبُ لي أن أصفَ اللبنانیینَ المنتشرینَ في دولِ الخلیج العربيّ بالمرتبطینَ ، ولیس بالمغتربینَ ..فنحنُ مستثمرونَ وموظفونَ ارتباطنا الدائمُ بالوطنِ یتجلى بعدةِ مؤشراتٍ ، منھا:
- معدلٌ وسطيُّ بواقعِ ثلاثِ زیاراتٍ سنویةٍ للبنان.
- كذلك التحویلاتُ من المقیمینَ اللبنانیینَ في المملكةِ العربیةِ السعودیةِ ، والتي تصلُ إلى ما یعادلُ أربعة ملیاراتِ دولارٍ سنويا ؛ أي ما یوازي أكثرَ من نصفِ تحویلاتِ المغتربینَ اللبنانیینَ كافةً من شتى أنحاءِ العالمِ .
- كما یستثمرُ غالبیة المقیمینَ بالسعودیةِ في لبنانَ ، سواءً من خلالِ التملكِ العقاريّ أو في قطاع الأعمالِ .
يضيفالأمين:یقولُ الرئیسُ صائب سلام إنَّ لبنانَ طائرٌ یحلقُ بجناحيه المسلمِ والمسیحيِّ..ویقولُ الرئیسُ نبيه بري إنَّ لبنانَ طائرٌ یحلقُ بجناحيه المقیمِ والمغتربِ ..و ینطبق القولان على الجالیة اللبنانیة في السعودیة و الخلیج. استضافتْ المملكة اللبنانیینَ بكافةِ أطیا فھم، وفتحتْ الفرصَ أمامَ الجمیع ، وبرزَ العدید من الشخصیاتِ التي عملتْ في المملكةِ ..لا یتسعُ المجالُ لتعدادھم الآن، إلا أننا لا بد أن نذكرَ الرئیسَ الشھید رفیقَ الحریري الذي كان مثالا لكلِّ لبنانيّ مرتبطٍ بوطنھِم.
"ولا بد لي أن أذكرَ أنه في عامِ ألفینِ وثلاثةٍ قامتْ مجموعة الأعمالِ بتنظیمِ مؤتمرٍ لبنانيّ - سعوديّ في الریاضِ ، برعایةٍ من أمیرِ الریاضِ في وقتها الملكِ الحالي خادمِ الحرمینِ الشریفینِ سلمان بنِعبدالعزیز، وحضورِ المغفورِ له الرئیسِ رفیق الحریري. یومَھا سرد الملكُ سلمان تاریخَ العلاقاتِاللبنانیةِ - السعودیةِ بالتفصیلِ معَ أسماءِ كافةِ الشخصیاتِ التي عملتْ في المملكةِ عن ظھرِ قلبٍ . وان دل ذلك على شيءٍ؛ فإنه یدلُ على اھتمامِ القیادةِ السعودیةِ بلبنانَ وتوثیقِ علاق تھا باللبنانیینَ".
في عامِ ألفینِ وخمسةٍ بدأ التداولُ في تأسیسِ ھیئةٍ تجمعُ رجالَ الأعمالِ وكبارَ المدیرینَ في الشركاتِ ؛فكان مجلسُ العملِ والاستثمارِ اللبنانيّ ..الھیئة الجامعة لرجالِ الأعمالِ اللبنانیینَ في السعودیةِ ، بالتنسیقِ الكاملِ مع السفارةِ اللبنانیةِ في الریاضِ وكان التعاونُ بینَ السفارةِ والمجلسِ جليا بعدةِ محطاتٍ ، أھمُھا:
- في عامِ ألفینِ وستةٍ خلالَ عدوانِ تموز كان المجلسُ ، وكانتْ الجالیة اللبنانیة في كافةِ المدنِ السعودیةِ خلیة نحلٍ تعملُ تحتَ إدارةِ السفارةِ اللبنانیةِ ؛ لتأمینِ المساعداتِ العینیةِ ، وإرسا لھا إلى الھیئةِ العلیا للإغاثةِ .
- أبعد اللبنانیونَ المقیمونَ في المملكة العربیة السعودیةِ أنفسَھم عن التحزُّ بِ ، وكانوا یخلعونَ رداءَ انتماءا تھم الطائفیةِ والسیاسیةِ فورَ دخو لھم المملكة احتراما لانفسھم وللبلد المضیف. والجالیة اللبنانیة في السعودیة معروفة بأنھا مثالٌ للعائلةِ اللبنانیةِ الواحدةِ .
يقول الأمين: أبتْ السیاسة والانقسامُ الداخليُّ اللبنانيُّ إلا أن یُلاحقا اللبنانیینَ إلى المملكةِ ؛ فكانتْ الأصواتُ تتھجم على المملكةِ بغیرِ حقٍّ ؛ وبالتالي بدأ ھذا یؤثرُ في العلاقاتِ الاجتماعیةِ والإنسانیةِ بینَ الشعبینِ ، قبل أن أقول في العلاقاتِ الاقتصادیةِ والرسمیةِ ، وبدأنا نشعرُ بأننا نخسرُ رصیداً بُنيَ على مدى سبعینَ عاما ،وأن اللبنانيَّ بدأ یتحولُ من الموقع المتقدمِ بینَ أقرا نه دائما إلى الموقع المتوجِّسِ منه بعض الاحیان.فكان لا بد من التحركِ العاجلِ ، وقمناأيضا بالتعاونِ مع السفارةِ اللبنانیةِ في الریاضِ والجالیةِ اللبنانیةِ،بحملةِ(شكر اً، عذر اً، كفى، )والتي أعادتْ الأمورِ إلى صوابِھا، ووضعتْھا في إطارِ ھا الصحیح . ولكن- معَ الأسفِ - ما زالتْ الأصواتُ تعلو ضد المملكةِ من وقتٍ إلى آخرَ واضعة مصالح اللبنانیین في مخاطر كبیرة.
"معظمُ ما تقد مَ لیس بجدیدٍ علیكم، لكني أردتُ في ھذه اللمحةِ الموجزةِ أن أصلَ إلى یومنا ھذا،نحن لا شك نعیش في مرحلة حساسة و جمیل جدأ الأتكال على رصید جید للبنانیین في السعودیة لكن علینا ان نبحث عن الفرصِ والتحدیاتِ أمامَ الحضورِ اللبنانيّ في المملكةِ العربیةِ السعودیةِ ، والتطلع إلى أفضلِ السبلِ لبناءِ شراكةٍ اقتصادیةِ متینةٍ بینَ البلدینِ في المرحلة المقبلة".
"وقبلَ أن أدخلَ في التحدیاتِ والفرصِ ، أود أن أعلنَ أمامَكم، وأنا ھنا لا أذیعُ سر اً بأن المملكة العربیة السعودیة على أبوابِ تحوّ لٍ اقتصاديّ ضخمٍ سیبد أُ الإعلانُ عنه من خلالِ المیزانیةِ العامةِ التي س تُعلنُ خلالِ الأیامِ العشرةِ المقبلةِ ..وتلیھا مجموعة من القراراتِ والتوجُّھاتِ لبناءِ اقتصادٍ مستقلِ عن مداخیلِ النفطِ ، عماد ھذه الخطةِ التعایشُ معَ مرحلةِ ھبوطِ أسعارِ البترولِ مرحليا ، والتأسیسُ لمرحلةِ ما بعد النفطِ لاحقا.ملامحُ الخطةِ تقومُ على تحدیدِ تنافسیةِ القطاعاتِ ، وبمعنى آخرَ الاستثمارُ في القطاعاتِ المنتجةِ ، والتي تولد وظائفَ للسعودیینَ ، كذلكَ تقومُ على مبد أ رفع كفاءةِ أداءِ القطاع الحكوميّ ، وإشراكِ القطاع الخاصِ فیھا، واستقطابِ الاستثماراتِ المحلیةِ والأجنبیةِ ..وهذه بنود في الخطةِ بالأرقام:
المدة : خمسَ عشرة سنة .
الاستثماراتُ : أربعة تریلیوناتِ دولارٍ .
خلقُ ستةِ ملایینَ فرصةِ عملٍ جدیدة .
مضاعفة الناتج المحليّ .
وتشملُ الخطة ثمانیة قطاعاتٍ ھي:
البتروكیماویات
التعدین والمناجم
السیاحة والإیواء
التصنیع
الصحة
الإنشاءات
التجارة والتجزئة
القطاع المالي
يضيف:المجالُ لا یتسعُ للتحدثِ بالتفصیلِ عن الخطةِ ، لكن علینا الاستفادة من فھمِ التوجُّ ھاتِ الجدیدةِ ، وفھمِ التحدیاتِ ، وإیجادِ الدورِ المناسبِ الذي یمكنُ لنا أن نلعبه كمقیمینَ وكمستثمرینَ من أجلِ بناءِ شراكةٍ لبنانیةٍ - سعودیةٍ متكاملةٍ ، آخذینَ بعینِ الاعتبارِ :
التحدیاتِ الاقتصادیة
التحدیاتِ السیاسیة
تحدیاتِ المنافسة
"وھنا لا بد لي، وبعد أن تحد ثْنا عن النجاحاتِ اللبنانیةِ ، أن نشیرَ إلى تعثرِ بعضِ القطاعاتِ ، وعلى رأسِھا قطاع الفرانشایز، وعلى الأخصِّ في موضوع المطاعمِ ؛ إذ إنَّ العدید من الاتفاقیاتِ التي أُبرمتْ في ھذا االمجالِ خلالَ السنواتِ الماضیةِ لم یُكتب لھا الاستمرارُ ..أعتقد أن ھذا یتطلبُ دراسة معمّقمة ؛ لدعمِ ھذا القطاع وحمايته. ولا أد عي أ نَّني أملكُ أجوبة لكلِّ ما تقد مَ ، ولكننا في مجلسِ العملِ والاستثمارِ نملكُ أفكار اً، ومستعدونَ لأن نضعھا بینَ أیدیكم، وكلُّ ذلكَ یحتاجُ إلى جھودٍ من الدولةِ ومن القطاع الخاصِ ، وعلى القطاع الخاصِ أخذ المبادرةِ لإطلاقِ ورشِ عملٍ لبناءِ رؤیةٍ استراتیجیةٍ للعلاقاتِ الاقتصادیةِ السعودیةِ – اللبنانیةِ . وإننا في مجلسِ العملِ والاستثمارِ اللبنانيّ جاھزونَ لوضع الیدِ معَ جھات الحكومیة و الھیئاتِ الاقتصادیةِ ؛ من أجلِ العملِ مع اً نحوَ بناءِ رؤیةٍ لھذهِ الشراكاتِ ..
"وعندما نتكلمُ عن الشراكةِ فإنَّ علینا أن ننظرَ أیضاً إلى: ماذا نعطي، وماذا نأخذ من ھذهِ الشراكةِ ؟ فلا یمكنُنا أن نطلبَ توظیفَ اللبنانیینَ ، دونَ أن نلحظَ برنامجَ تدریبٍ للسعودیینَ ، وأولُ ما یتبادرُ إلى ذھني ھو أن نفتحَ أبوابَ شركا تنا فور اً في السعودیةِ ، ولبنانَ ، والخلیج ، وحتى بقیةِ أنحاءِ العالمِ ، أمامَ الشبابِ السعودیینَ؛ للتدرُّبِ ، وأخذِ المعرفةِ .إنَّ تدریبَ الشبابِ السعودیینَ ھو مفتاحٌ واحد لأبوابٍ كثیرة في الرؤیةِ الاقتصادیةِ السعودیةِ القادمةِ" .
أما في الفرصِ ،فھي كثیرة و متنوعة وواعدة بتنوع القطاعة ونحنُ في لبنانَ ، فلدینا سجلٌ حافلٌ في تضییعِھا..و اكتفي بمثالین:كم ھو سھلٌ وصعبٌ ، في آنٍ واحدٍ، أن ننتخبَ رئیساً للجمھوریةِ ، وأن نجد حلا لأزمةِ النفایاتِ ، وأن نستفید من قدرةِ الأجھزةِ الأمنیةِ في السیطرةِ على الوضع الأمنيّ في ھذا الجوِّ المتوترِ عالمیاً..ونرى بینَ عشیةٍ وضحاھا السیاحَ الخلیجیینَ وقد ملأوا فناد قَنا ومنتجعا تنا مدفوعینَ بحبّھم للبنانَ ،وبضیقِ الخیاراتِ المتاحةِ لھم سياحيا..!
يختم الأمين:في الفرصِ أیضاً، الأزمة السوریة ستجد طريقها للحلِّ ، وستكونُ ھناك إعادة إعمارٍ ، والشركاتُ المؤھلة ستكونُ الشركاتِ الجاھزة ، وإعادة الإعمارِ ستكونُ منطلقة من أحدِ البلدانِ المجاروةِ . ولا أخفیكم أنَّ الجھاتِ السعودیة بدأتْ تتطلعُ إلى ھذا الموضوع ، ولأسبابٍ عدة فإنَّ لبنانَ أحد خیارا تھا المفضلةِ . علینا أن نلاقيها في منتصفِ الطریقِ ، وإن لمْ نفعلْ ؛ فإنَّ غيرنا سیفعل..
المواضيع المتشابهه 
لبنان المسيطر عليه من قبل حزب حسن زميرة ومدى استفادته من المملكة ودول مجلس التعاون 
العرض الشجري
