رأيت بعض الناس يعيبون على البعض في هذا الوقت ما يسمى بـ «القَطَّة» وهي: أن يخرج كل واحد من الرفقة مبلغاً من المال، ويدفعونه إلى رجل ينفق عليهم منه فيما يحتاجونه.
ويقولون: ما كنا نعرف هذا سابقاً؛ بل كانت أمورنا تمشي على الكرم والمروءة والشهامة.
وقد ذكر الفقهاء والمحدثون «النَّهد» وأنه لا بأس به في الجملة. قال الموفق في «المغني» 9/216: «قيل للإمام أحمد: أيما أحب إليك يعتزل الرجل في الطعام أو يرافق؟
قال: يرافق هذا أرفق يتعاونون وإذا كنت وحدك لم يمكنك الطبخ ولا غيره، ولا بأس بـ«النهد»، قد تناهد الصالحون..
ومعنى النهد: أن يخرج كل واحد من الرفقة شيئاً من النفقة، يدفعونه إلى رجل ينفق عليهم منه، ويأكلون جميعاً،
وكان الحسن البصري يدفع إلى وكيلهم مثل واحد منهم، ثم يعود فيأتي سراً بمثل ذلك، يدفعه إليه.
وفي البخاري: باب الشركة في الطعام والنهد…
«.. لم ير المسلمون في النهد بأساً أن يأكل هذا بعضاً وهذا بعضا».
انظر فتح الباري 5/129.
قال إسحاق بن منصور في «مسائله» 2/539:
قلت لأحمد -رضي الله عنه- النهد في السفر؟
قال: لا زال الناس يتناهدون.
قال إسحاق : سنة مسنونة، وهو أحب إلي من أن يدعو كل يوم واحدٌ أصحابَه؛ لما لا يخلو ذلك من المباهاة والتباري، وقد نهى النبي ﷺ عنه».