من منا يملك نفسه تحت وطأة الإثارة
والسبق الإعلامي في برامج التواصل على الجوال
وصفحات الإنترنت للإثارة أو إضحاك الناس
وتلقي التعليقات حين نشر مقطع أو صورة
تخص إنساناً مسلماً أخطأ
سواء علمنا الحقيقة كاملة أو نصف الحقيقة؟!
لا شيء يحفظ كيان المجتمع وترابطه
وبنيانه وعلاقات الناس والجيران مع بعضهم بعضاً
مثل الستر،
ولولاه لتشاحن الناس وتمزقت أواصر الود والاحترام.
يمتلئ جوال أحدنا بالفضائح
وأعراض الناس وزلاتهم وخصوصياتهم وخفاياهم.
.فكم من الأجر ينتظرنا لو سترناهم ودفناها
وانتصرنا على هوى أنفسنا
(إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر)
و(من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة)ﷺ
كم من رسالة نشرناها
وتبين لنا في اليوم التالي أنها مجرد إشاعة،
فما ذنب من مسسناه بالأذى!
كم من مخطئ استغفر وتاب واعتذر
ورد الحقوق إلى أهلها وما زلنا ننشر خطأه وخفاياه!.
كم من مقولة بريئة حملت أكثر مما تحتمل
وفهمت بشكل مغاير تماماً
أو هي كلمة حمالة أوجه فاخترنا ما يوافق هوانا
وبادرنا بنشرها!.
كم من رسالة تصلنا عشرات المرات
فيها المساس بشخص ما ونعيد إرسالها ونشرها
بحجة أنها قد انتشرت وبلغت الآفاق،
ولو أوقفناها عندنا وسترنا لعفافنا ونبلنا
لكتب الله لنا الأجر حتى لو انتشرت فالأعمال بالنيات.
من بيننا مستشار اجتماعي
ورجل أمن ومحقق وطبيب ومدرس..
ربما اطلع على زلات وخفايا الناس بما تقتضيه مصلحة العمل
فطوبى لمن ستر ودفنها قبل أن يدفن..
هذا والد أحد الزملاء
مضى على والده 20 سنة وهو يعمل في دار الأحداث والملاحظة
ولم ينشر ويفضح أحداً عند أبنائه
وكان بإمكانه أن تكون حديث كل يوم مع القهوة
لكنه الستر وأخلاقيات المهنة.
أخيراً… من الغريب أن يسرق بيتنا ولا أعرفه إلى هذه اللحظة مع أنه معروف ومعلوم!! ..ففي زمان مضى ذكر لي والدي أن بيتنا قد سُرق قبل عقود من الزمن انتهت بالإمساك بالسارق قبل أن يغادر المنزل وعرفه وأسقط في يده وطلب منه السارق العفو والستر، فسألت والدي من هو ذلك السارق؟ فقال: «رجل مستور» رحمهما الله.
ما أجمل الستر! ولا شيء أنبل من الستر على مسلم..
اللهم استرنا فوق الأرض
وتحت الأرض
ويوم العرض..
دمتم ساترين مستورين.