في هذه الأثناء أعلن فريق من العلماء في واشنطن منذ ساعات عما يسميه الكثيرون "أهم اكتشاف علمي في هذا القرن".. حتى الآن!
تبدأ الحكاية منذ 1.3 مليار سنة تقريباً، حين اصطدم ثقبان أسودان ببعضهما البعض في مكان ما من هذا الكون، وتسبب اصطدامهما في دورانهما حول بعضهما البعض بسرعة تقارب نصف سرعة الضوء حتى اندمجا معاً !
تسبب الاصطدام في حدوث موجات في نسيج الكون (تماماً كالموجات التي تحدث حين تلقي حجراً في الماء)، هذه الموجات يسميها العلماء الأمواج التثاقلية أو الثقالية. ومنذ 4 شهور وصلت هذه الموجات للأرض، واليوم أعلن العلماء لأول مرة أن أجهزتهم استطاعت رصدها !!
هذه الموجات كانت مجرد حبر على ورق كتبه آينشتاين منذ 100 عام حين وضع نظرية النسبية العامة وتوقع معها وجود هذه الموجات. حاول العلماء طيلة الأعوام التي تلت ذلك إثبات وجودها دون جدوى لأن التكنولوجيا المطلوبة لإثباتها كانت غير موجودة، حتى تم ذلك اليوم بـ50 عاماً من البحث و25 عاماً من تطوير معدات فائقة الحساسية في مرصد ليغو.
ولتتصور مدى تعقيد عملية الرصد، تخيل أن الأجهزة كانت تبحث عن آثار موجات عرضها عرض نواة الذرة، تقوم بمد المكان والزمان كل 1 على 100,000 من النانوثانية !
الأمواج التثاقلية ونسيج الكون؟
نعم خرج آينشتاين بواحدة من أكثر الأفكار روعة (وجنوناً!) في تاريخ العلم، حين قال في نسبيته العامة أن الكون في حقيقته عبارة نسيج من الزمان والمكان، وأن هذا النسيج يمكن طيه وتحريكه بتأثير من الكتلة (كالنجوم والكواكب والثقوب السوداء). وأن الطي الذي يحدث في نسيج الكون ينتج عنه ما نطلق عليه "الجاذبية".