طُرحت عدة مقالات تناقش موضوعا واحدا وهو(هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فإنقسم الكتاب بين مؤيدا للهيئة بكل صلابة (ويصنفهم الناقدون لها بالمتشددين) وآخر ناقدا لها بكل عنف (ويصنفهم المؤيدون لها بزوار السفارات)؟
وأنا سأكون صنفا مختلفا عن المؤيد والناقد ! حيث ما سأكتبه هو تحذيرا من خطورة إستمرار هذا النوع من الطرح الإعلامي على اللحمة الوطنية وتشتت الأراء فيما يضر ولا ينفع . ومن المهم الإشارة بأن مجمل نسبة(المعارضين للهيئة والمؤيدين لها لايتعدى 2% من الشعب السعودي الذي يتعدى 20مليون نسمة ) تلك النسبة لايدخل ضمنها العقلاء الناقدين لأخطائها مع الإقرار بحسناتها والمادحين لمحاسنها دون الإغفال عن وجود أخطاء وهؤلاء لو إستثنينا 2% السابق ذكرها تجدهم من يشكلون الشعب . لذلك ومادمنا كشعب نركب سفينة واحدة لو تم خرقها فسيغرق الوطن لأن الطرفان كل منهما يمارس خرق سفينتنا بطريقته الخاصة؟ لذلك سنرجع لتوضيح المبررات الواهية لكلا الطرفين (المؤيد المتشدد والمعارض زائر السفارات) فالمؤيد يخرق السفينة مستندا لفعل الخضر وردّه على موسى{فَانْطَلَقَا حَتّىَ إِذَا رَكِبَا فِي السّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } أما المعارض فيخرقها بنهج علماني فيدّعي أنه زار سفارة اليونان وسأل أرشميدس أين نخرق السفينة دون أن تغرق ففعلنا ماقاله خبير الطفو؟
من هنا الجميع يٌحس بخطورة مثل تلك الإختلافات التي يثيرها 2% من الشعب بين بعضهم على أمور هي بتصرف الدولة وأنظمتها متناسين أن 98% من المواطنين لا يتفقوا لا مع المتشدد ولا مع زائر السفارات .