رأت صحيفة “موسكوفسكي كومسموليتس” الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “استاذ المفاجآت”، وفي هذه المرة فاجأ الجميع وأخذهم على حين غرة بقراره سحب القوات، كما فاجأهم عندما اعلن ارسال القوات الجوية الفضائية الى سوريا”.
وشدد على أنه “رغم ان من السابق لأوانه الحديث عن النتائج النهائية لدور هذه القوات في سوريا، فقرار سحبها يجب الترحيب به”، مشيرة الى أن “روسيا تنسحب من سوريا مرفوعة الرأس منتصرة، وكدولة عظمى تمكنت من تغيير مسار الحرب الأهلية في سوريا ولم تسمح بسقوط دمشق على يد المتطرفين”. !!
وأكدت موسكوفسكي كومسموليتس ان الرئيس السوري بشار الأسد كان يود بقاء روسيا “ولكن مصالح روسيا لا تتطابق مع مصالحه، حيث بالنسبة لروسيا كان من المهم عدم السماح بتطور الأحداث ناحية تدمير كافة المؤسسات والبنى التحتية للدولة السورية. وهذا ما تم تحقيقه فعلا”، لافتة الى أن “روسيا اليوم تواجه مهمة جديدة وهي العمل على بقاء سوريا دولة علمانية”.
واعتبرت صحيفة “كومرسانت” الروسيّة أن موسكو كانت ستغرق في مستنقع الحرب في سوريا، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول إن حملته في سورية انتصار له.
وتابعت الصحيفة أن موسكو لم تكن تهدف إلى تحرير كل الأراضي السورية، وهو “ما يمكن ان يستغرق سنوات دون أي ضمانات بتحقيق نتيجة ايجابية”، مشيرة إلى أنها بفضل الحملة العسكرية، نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، وأن قرار سحب القوات لم يكن من الممكن أن يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة.
من جهتها، قالت صحيفة “فيدوموستي” الليبرالية إن أساس الحملة ضد تنظيم “داعش” كان “بهدف التقارب مع الغرب أولا، وإطلاق محادثات” السلام، التي اعتبرت أن إعلان موسكو المفاجئ يشجع على نجاحها.
أما صحيفة “إيزفستيا” القريبة من الكرملين فذكرت أن “سحب القوات الروسية يضع حداً للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية” الروسية، موضحة أن “الانسحاب يظهر أيضاً أن الجيش السوري بات قادرا على المواجهة بنفسه”.
وعلق المحلل الروسي غيورغي بوفت لاذاعة “بزنيس اف ام” ان “موسكو منذ البداية لم تكن تسعى الى انقاذ نظام الأسد بأي ثمن،
بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية، وهذا ما تمكنت من تحقيقه”.
وأضافت الصحف الروسية أن الكرملين أراد تفادي تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي سابقاً في أفغانستان حيث خاض الجيش الأحمر حرباً استمرت عشر سنوات ضد المجاهدين بين 1979 و1989.