أعذر اللهُ إلى امرئٍ أَخَّر أجلَه حتَّى بلَّغه ستِّين سنةً
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6419
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فصاحب الستين اكثر تعلقا بالدنيا ولكن الدنيا أتفه وأحقر من ان تكون غايه
دخل المزني على الشافعي رحمه الله في مرضه الذي توفي فيه, فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلا, وللاخوان مفارقا, ولسوء عملي ملاقيا, ولكأس المنيّة شاربا, وعلى الله تعالى واردا. ولا أدري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها, أم الى النار فأعزيها. ثم بكى وأنشأ يقول: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرضا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظم فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منّة وتكرّما
فاحذروا من خصلتين تلاحق ابن آدم ملاحقه شديده فاخافهما الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته الا وهما :
الحرص وطول الأمل
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
يهرمُ ابنُ آدمَ ويشِبْ منه اثنتانِ الحرصُ على المالِ والحرصُ على العمرِ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3431
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلابد ان من لايدري ان يبغته الموت ان يستعد له فلا تغتر أيها الأخ المسلم بشبابك فان اكثر من يموت الشباب لكثرة الحوادث وموت الفجأه
ولهذا قال الشاعر :
يعمر واحد فيغر قوما
وينسى من يموت من الشباب
عجبا لامر الناس كيف ينسون الموت وهم يشاهدون الأموات الواحد تلو الاخر
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
يقول الحسن البصري :
مارايت يقينا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت مع غفلتهم عنه ولا رأيت صدقا أشبه بالكذب مع قولهم انا نطلب الجنه مع عجزهم عنها وتفريطهم في طلبها
أيها الأخوه لابد من الإكثار من ذكر الموت
تحقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم :
اكثروا من ذكر هادم اللذات
للبحث
ما نسي احد الموت الا طغى وما غفل عنه امروء الا غوى
فذكر الموت يغرس شجرة الإخلاص في قلب المؤمن فتثمر الإيمان والعمل الصالح
وذكر الموت يطرد فضول الأمل ويقطع المنى ويهون المصائب ويحول بين الانسان والطغيان ويولد القناعه بالقليل والرضى بالميسور
ان المؤمن اذا تذكر الموت دائما ارتدع عن المعاصي وتخلص من حقوق الله وحقوق العباد
فهذا التذكر الذي ينفع ويثمر ثمرات شهيه
اما تذكر الموت خوفا ورعبا لكونه سيقطعه عن الدنيا وملذّاتها دون استعداد له وعمل لما بعده فهذا خوف وتذكر مذموم لا فائدة منه
فالناس نسوا تذكر الموت والحساب والعقاب ولا ادل على ذلك الا ارتكابهم للمحرمات وتقليدهم لبعضهم البعض فيما لا ينفع وتتبعهم الرخص وسوءالهم لاناس ليسوا من اهل العلم والبصيره حتى وجدوا من أباح لهم الأغاني واسقط الحجاب عن نسائهم ناهيكم عمن أباح الربا وفوائده والأسهم المحرمه
الا يعلموا ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان ويسعهم ما يسع غيرهم
اما قرأوا قول الحق تبارك وتعالى :
اما علموا ان الجنة حفت بالمكاره وان النار حفت بالشهوات
هل هناك عهد بينهم وبين الله الا يموتوا كلا انهم ميتون وسيحاسبون على الصغيرة قبل الكبيره
فاحرص اخي المسلم على الصلاه في الجماعه واحذر من الغيبه والنميمه واياك وحقوق المسلمين وقف عن التكفير واتهام الناس بالباطل لمجرد اختلافهم معك في الميول او بعض المسائل الدينيه والدنيويه
واسال الله حسن الخاتمه لان الاعمال بالخواتيم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
إنَّ الرجلَ لَيعمَلُ عملَ أهلِ الجنةِ ، فيما يبدو للناسِ ، وهو مِن أهلِ النارِ . وإنَّ الرجلَلَيَعمَلُ عملَ أهلِ النارِ ، فيما يبدو للناسِ ، وهو مِن أهلِ الجنةِ
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 112
خلاصة حكم المحدث: صحيح
واعلم اخي ان حسن الخاتمه لا تكون الا لمن استقام ظاهره وصلح داخله
اما سوء الخاتمه تكون لمن كان له فساد واصرار على الكبائر واقدام على الذنوب
قال العلماء الأشياء المقتضية لسوء الخاتمه اربعه :
التهاون بالصلاة
شرب الخمر
عقوق الوالدين
ايذاء المسلمين
اللهم احسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخره