أعاد المستشرق الروسي الشهير فيتالي ناؤومكين ذكرى أول زيارة قام بها زعيم عربي إلى موسكو، وهي أن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، أوفد الأمير فيصل بن عبدالعزيز في زيارة إلى عدة دول أجنبية عام 1932م . وأوضح المستشرق الروسي أن هذه الزيارة شملت فرنسا، بريطانيا، بولندا، تركيا، وتم إدراج روسيا (الاتحاد السوفيتي) ضمن هذه البلدان أيضا.
وأشار فيتالي في مقالته المنشورة بموقع روسيا اليوم السبت (16 أبريل 2016)، إلى أنه في الثامن عشر من مايو عام 1932 سافر الأمير الفيصل من أمستردام إلى برلين، وبعد برلين توجه إلى بولندا ومنها إلى موسكو، ووصلها يوم 29 مايو. وأشار فيتالي إلى أن شوارع العاصمة الروسية تزينت لأول مرة برايات كتب عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، وعلى الرصيف رفعت لافتات باللغة العربية كتب عليها "أهلا وسهلا"، ترحيبا بمقدم الأمير فيصل. وكان برنامج إقامة الوفد يشمل الاطلاع الواسع على مختلف نواحي حياة الدولة الروسية. وأبدى الأمير فيصل اهتماما جما بحالة القوات المسلحة السوفيتية، ففي الثلاثين من مايو زار وأعضاء الوفد المقر
المركزي للجيش الأحمر.
وزار الوفد الأكاديمية الجوية الحربية وتعرف الضيوف السعوديون باهتمام على مختبرات الأكاديمية، ثم ذهبوا إلى المطار حيث شاهدوا تحليقات استعراضية.
واطلع الأمير فيصل على الصناعة الروسية التي كانت تشهد تطورا متسارعا للغاية. وقام الوفد في اليوم نفسه بزيارة مصنع السيارات المسمى باسم ستالين.
وشملت زيارة الوفد، مدينة لينينغراد ومدينة أوديسا ومن الأخيرة غادر الوفد السعودي أراضي الاتحاد السوفيتي. وأشار المستشرق إلى أن الاتحاد السوفيتي كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال المملكة العربية السعودية، وأقامت علاقات دبلوماسية كاملة معها. وتعد المملكة أول دولة عربية أقامت موسكو معها علاقات دبلوماسية، ففي جدة كانت تقوم بمهامها الوكالة الروسية والقنصلية العامة التي تغيرت تسميتها في الأول من يناير سنة 1930م فأصبحت مفوضية.