بدأ من الثورة التونسية و مرورا بالمصرية و الليبية و بقية الثورات العربية و سميت بثورات "الفيس بوك" أو الانترنت ووسائل الاتصال الحديث ، لاشك بأن هذه الادوات مساعدا رئيسيا للثورة كوسيلة و لكني هنا اتحدث عن صناعتها و صناعة الافكار المحركة لها .
من وجهة نظر شخصيا أرى بأن قناة الجزيرة كانت صانع الثورات الحقيقي ، لا اتحدث عن تغطيتها الاعلامية للثورات و دعمها و لكن اتحدث عن عن القفزة الهائلة التي قامت بها الجزيرة للشعوب العربية في رفع الوعي السياسي و الاقتصادي و الفكري فعلمت الكثير من الناس عن الديموقراطية و الحقوق و حق الاختيار و حق التعبير و كشف فضائح الانظمة و جرائمها و استضافة الكثير ممن اثرى في هذا الجانب .
معظم الشعوب لم تكن تعرف عن هذه الامور شيئا بل من يعرف هم النخب فقط حتى النخب ماكانوا يتجِِِرئون على البوح بشيء منها الا بعد الجزيرة حيث تحرر الكثير من خوفهم و عزلتهم و بادر كثير منهم سواء بالتصريح او بالتلميح عن افكارهم و مطالبهم .
جيل الثورة نشأوا في كنف الجزيرة التي عرفوا من خلالها طغيان الانظمة و استبدادها و نهب الثروات و تبديدها و تعلموا معنى الحقوق التي يجب ان يحصلوا عليها و ليسوا كالاجيال التي سبقتهم فقد كانوا يسمعون فقط انجازات الحاكم العظيمة و حكمته المجيدة .
لا أعلم كيف سيكون وضع العالم العربي لو لم تكن هناك قناة الجزيرة لكن المتأكد منه دورها في الربيع العربي و رغم الاختلاف معها في بعض الملفات او القضايا لكن يجب أن يأخذ كل ذي حقا حقه ..
اختلفنا مع الربيع العربي او ايدناه تبقى الحقيقة انه بدأ عام 1996 و ليس عام 2011 ..
السؤال المهم هل كان مخطط لها؟ اي تحريض الشعب على الانظمة حتى تخرج للشارع ثم اغراقها في الفوضى ؟!