ينبع بعدما جف ماؤه واندثرت ملامحه قبل نحو 30 عامًا، عادت الحياة مجددًا إلى نهر "عين عجلان" الذي يصب من ناحية جبل رضوى بينبع النخل (التابعة لمنطقة المدينة المنورة). واحتفل الأهالي بعودة الحياة للنهر، وتدفق المياه فيه، تعبيرًا عن حالة السعادة، بعد سنوات انعكست خلالها الظروف الصعبة للنهر على الحياة حول ضفافه. وتكثر القصص والحكايات حو نهر عين عجلان، الذي يعد واحدًا من 365 عينًا (عدد أيام السنة)، كانت جارية في وادي ينبع النخل، بحسب صحيفة "الحياة". وتبلغ مساحة هذه القرية الأكبر في هذا الوادي سبعة كيلومترات، وتحوي نحو سبع "حلل"، وهي حارات يشقها طريق "الدبل". وفي القرية نحو 13 مشرعًا (مكان بيضاوي الشكل يتوسط الساقي الرئيسي الخارج من فوهة العين)، ويستخدم المشرع لخدمة أهل القرية القريبين منه في الاستحمام والشرب والغسل، ومن أشهر المشارع في القرية الجمري والموهية وابن دريب. وظلت العيون الـ360 تسقي بساتين ذلك الوادي قرونًا طويلة، استهوت من خلالها الركبان وطلاب العلم والرحالة، وبقيت مقصد الكثيرين منهم، وتسكنها قبائل جهينة وحرب والأشراف. وارتبط اسم ينبع النخل تاريخيًّا بالنبع الخارج من الأرض، واشتهرت بالنخيل والمياه العذبة المنبثقة من بين الأحجار المرصوفة على شكل ضفائر محكمة، ويطلق عليها أهالي ينبع "القصب" والمتدفقة من أحشاء الأرض. ولينبع النخل شهرة واسعة في صدر التاريخ الإسلامي، فمع كثرة عيونها التي سميت بأسماء الصحابة رضي الله عنهم، فهي تحوي شواهد تؤكد تحضّرها على مر العصور، وبقيت قرونًا مثوى للعقول وطلاب العلم والرحالة، واحتضنت بين بساتينها الأهل والضيف والجار.